على بعد سنة من انتهاء ولايته يحتفظ الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعلاقات باردة مع كل الأحزاب السياسية بما فيها أحزاب الأغلبية. لم يبذل طوال ولايته أي جهد من أجل التقرب من قادة المعارضة.
مدفوعا بقوة الربيع العربي، اضطر الرئيس للتفاعل مع السياسي العتيد مسعود ولد بلخير الذي أفلت لوحده من عمليات التصفية السياسية التي أعقبت إسقاط نظام الرئيس ولد الشيخ عبد الله، حيث لم تتم متابعته قضائيا، كما أنه تمكن من خلاله في عدم تحول جبهة الدفاع عن الديمقراطية إلى المنسقية.
تقاربه مع مسعود وإذابته للجليد مع ولد الواقف والتحاق زعيم الوئام والتحول الغريب لكان حامدو بابا وكذلك صار إبراهيما انتهى كله بأن كان مجرد وسائل لإدارة للأزمة السياسية لتقليل مخاطرها على النظام. لقد كانت محاولات إطفاء يقوم بها النظام، فولد عبد العزيز لا يأخذ بمحمل الجد كل هؤلاء الناس الذي يقفون ضد نظامه.
وإذا كانت أبواب القصر مفتوحة أمام بيجل ومسعود فإن هذين القطبين السياسيين لم يقدما حتى الآن حلولا جذرية للأزمة السياسية الطويلة. فعلاقة ولد عبد العزيز بالطبقة السياسية تظل محدودة. فالرئيس يعتمد على عدد محدود من الفاعلين السياسيين فى مختلف المعسكرات.
لم يحاول الرئيس جسر الهوة بينه وبين زعيم حزب التكتل، الذي لم ينس له مقارعته إياه فى الانتخابات الأخيرة. وولد داداه ليس لوحده فى هذا الكابوس الذي قادنا الخيار الذي دعمه هو بإقالة رئيس منتخب ديمقراطيا. فالثنائية مع مسعود لا يبدو أنها قدمت شيئا ذا بال فهذه الثنائية قد انتهت بأن ولى وجهه شطر مبادرته. تلك المبادرة التي سد الرئيس وأغلبيته الطريق أمامها.
على أية حال فإن العمل السياسي الحالي ما زال يغرق البلاد في أزمة سياسية مستمرة، تجعل الوضع يستمر على ما كان عليه. واستمرار هذا الوضع يبدو أنه يخدم الرجل القوي فى البلد والذي يراهن عليه في ترتيب أموره السياسية. فهو يعرف الوقت المناسب لاستخدام أوراقه السياسية للوصول إلى هدف معين. لكن الواضح أنه لا يمتلك سلطة قادرة على تجاوز عقدتها والتحاور مع الخصوم.
Le rénovateur N° 1574
ترجمة: الصحراء