سلطت مجموعة من السياسيين والدبلوماسيين والاعلاميين الصحراويين الضوء على اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة الموريتانية وجبهة البوليساريو في الخامس من اغسطس 1979م، وذلك خلال اجتماع احتضنته وزارة الخارجية الصحراوية حيث انصب النقاش على الظروف السياسية والاقليمية التي احاطت بالاتفاقية التي جاءت بعد حرب مريرة دخلتها موريتانيا باستدراج من المغرب المدعوم من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا ودول الخليج، وهي الدولة الافريقية الوحيدة التي وجدها المغرب في صفه بعد توقيع اتفاقية مدريد الثلاثية بين اسبانيا والمغرب وموريتانيا.
وقد انضمت موريتانيا الى المغرب في أطماعه التوسعية بقبولها تقسيم الصحراء الغربية وذلك بفعل الشحن والدعاية المغربية، والدعم الفرنسي الذي كان يؤثر على القرار السياسي في موريتانيا.
البشير مصطفى السيد وزير دولة، مسؤول امانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو وموقع اتفاقية السلام مع الجارة موريتانيا قال في خضم حديثه عن الاتفاقية بانها حققت مكسب نفسي لقضية كانت تعاني الحصار من اليمين والشمال، وذلك بتصدع الحلف المغربي الموريتاني واصبحت المعركة ذو اتجاه واحد .
كما اردف يقول :"الانقلاب العسكري الذي اطاح بولد داداه بعد فشل التحالف المغربي الموريتاني مع تصاعد العمليات العسكرية لجبهة البوليساريو وتوغل الجيش الصحراوي في مدن استراتيجية كالعاصمة الموريتانيا نواقشوط، بالاضافة الى فشل التدخل الفرنسي بالطائرات الحربية لحسم المعركة، كلها عوامل سهلت عملية السلام بين الاشقاء".
كما كشف بان جبهة البوليساريو كانت على علم بتغير جذري سيحصل في موريتانيا يطيح بنظام ولد داداه وهو ما جعلها تدخل في هدنة غير معلنة لمدة ثلاثة اشهر قبل الانقلاب ، وان فرنسا التي دعمت الانقلابيين عملت على إطالة الهدنة وعدم التخلي بسرعة عن المغرب وتعريته امام العالم في غزوه للصحراء الغربية .
لكن عملية تشلة العسكرية لقوات الجيش الصحراوي كانت لها كلمة الفصل وعجلت بابرام اتفاقية السلام.
النقاش تطرق ايضا الى تشكيل حكومة ولد بنيجارة الوطنية في نظام ولد هيدالة الذي قاد معركة تورين التي كبدت البوليساريو خسائر فادحة. واستقبال النظام الموريتاني لوفد جبهة البوليساريو بحفاوة كبيرة وكرم مفرط للضيافة رغم ان الوفد الصحراوي كان على عجل وليس لديه وقت يضيعه في الكرم الموريتاني.
البشير مصطفى السيد قال بأن جبهة البوليساريو ارادت حقيق ثلاثة اهداف رئيسية من اتفاقية السلام المبرمة مع الجارة موريتانيا هي:
ـ هدف عسكري استراتيجي : تحويل جهد الحرب نحو هدف واحد هو المغرب.
هدف سياسي دبلوماسي يزيد من رصيد جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية بانتصار جديد على الساحة السياسية والدبلوماسية.
هدف حقوقي قانوني في اعتراف بحق الشعب الصحراوي في السيادة على ارضه.
كما تطرق النقاش الى الاستفزازات المتكررة لوسائل اعلام موريتانيا رسمية تتناقض مع اتفاقية السلام وعلاقة اللوبي المغربي بذلك.
الاجتماع كان فرصة للاطلاع على دور الدبلوماسية الشعبية والوجود الكبير للجالية الصحراوية بموريتانيا ودوره في توطيد العلاقات بين البلدين نحو مزيد من الانفتاح والتعاون البيني.
الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)