تحت عنوان: "إنَ أكرمكم عند الله اتقاكم" وإحياءً لذكرى غزوة بدر 17 رمضان؛ نظمت مبادرة "لمعلمين" ضد التهميش الليلة البارحة في فندق (شنقيط بالاس) وسط العاصمة نواكشوط، ندوة فكرية وحوارية لمناقشة المعاني والعبر التي حملتها غزوة بدر الكبرى إلى للإنسانية جمعاء..
المعاني والرسائل البليغة التي انبثقت عن أول قتال بين المسلمين وقوى الشرك والظلم آنذاك؛ فانتصار الحق على الباطل وهزم الكفرة ودحرهم رغم كثرتهم، وقطف ثمار الصبر والاحتساب على الله، كانت عناوين عريضة لأصحاب المبادرة في مداخلاتهم ونقاشاتهم لإسقاطها على الواقع الذي تعيشه شريحة "لمعلمين" في المجتمع الموريتاني بسبب ما تتعرض له من تهميش وتشويه وسخرية تشبه إلى حد كبير ما فعلته "قريش" بأتباع خير البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم لينصرهم الله فيما بعد بقوة الإيمان والتحمُل.
وشهدت الندوة التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى حضورا ومشاركة نوعية من طرف منتسبي المبادرة والمهتمين بقضية "لمعلمين"، بينهم أئمة وشيوخ ودكاترة ومهندسين، كما عرفت الندوة حضور الدكتور بلال ولد حمزة عضو لجنة جائزة "شنقيط" ومجموعة من الاعلاميين.
كلمة رئيس المبادرة الشيخ ولد بيب والتي أعقبت عرضا مختصرا للدكتور بلال ولد حمزة خصصه للتقوى وأفضلية البشر عند الله، مشددا على أن التفاضل بين البشر على أساس الأصل والفصل والتقسيمات الاجتماعية على المبنية على "المهنية" ما انزل الله بها من سلطان ولا مكان لها في الكتاب والسنة؛ استعرض خلالها واقعة بدر وما لها من أهداف واستيراتيجيات حرص عليه الصلاة والسلام لتحقيقها، مستدركا أسباب الغزوة وما سبقها من استعدادات..
ولد بيب قال أن بدرا مكنت المسلمين من حصد انتصارين الأول معنوي والثاني مادي وسياسي، المعنوي تمثل في رد الاعتبار لصحابة الرسول ممن هجروا من ديارهم ونكل بهم وبذويهم، والجانب المادي هو الانتصار على القوى الدولة العظمى إنذار وما سيعطيه ذلك من مكانة لمسلمين.
ولد بيبً لفت الانتباه إلى أن الغزوة كانت حقوقية بامتياز، بحيث مكنت الموالي والمستضعفين من استرجاع حقوقهم بل وتبوئ مناصب قيادية في المعركة وفي الدولة من بعد ذلك، مشير إلى أن غزوة بدر قضت على قوى الاستكبار والظلم وأنصفت المستضعفين ممن ذاقوا مرارة الاستعباد واكتووا بنار الطبقية البغيضة وهي ـ يضيف ـ الشيخ العقلية التي لا زالت موجودة في مجتمعنا على الرغم من أنها عقلية جاهلية لا تمت غالى الإسلام بصلة.
وشدد على أن ما تعيشه شريحة "لمعلمين" اليوم من انتقاص واستهزاء هي ممارسات طبق الأصل لما كان عليه الحال قبل الهجرة مع أصحاب رسول الله، بل وأن المجتمع الموريتاني تجاوز كافة الحدود وضرب بالدين عرض الحائط مفضلا التمسك بعقليات الجاهلية الأولى، محذرا ـ في نفس الوقت ـ من مغبة تمادي المجتمع بهذه التصرفات على اعتبار أن "لمعلمين" لم يعودوا كما كانوا وهو اليوم جاهزون لاستعادت الاعتبار وبأي ثمن كان.
مداخلات المشاركين ركزت في مجملها على سرد معاناة هذه الشريحة المهمة التي سببها الظلم التاريخي والثقافي الذي منحهم المجتمع إياه كمكافئة لما قدموه في سبيل تنمية البلاد والنهوض بمنتوجها المحلي، مطالبين بوضع حد لتلك الممارسات وإعطاء "لمعلم" مكانته اللائقة به دون الحاجة للخروج عن المنظومة الاجتماعية خدمة لمصالح الوطن ولوحدته الوطنية، وجعل هذه العبارة مصدر فخر يسعى الجميع لأن يلقب بها في مجتمع متكامل يؤازر بعضه بعضا، على حد تعبير المتدخلين.
نقلا عن السفير