منذ حلول الشهر الكريم لا تكاد تمر ليلة حتى يستدعى الوجهاء والفاعلون وممثلو المجتمع المدني في هذه المدينة لاجتماع بفندق البلدية بمناسبة مجيء هذا الوزير أو ذاك ، حيث تم ذلك مع ولد آبي وولد درما وولد أمبارك وولد حدمين وغيرهم في الطريق؛ وفي كل اجتماع تبح حناجر هؤلاء بسرد "الانجازات العملاقة" ورسم اللوحات الوردية للحالة العامة للبلد حيث يرفل الناس في جنات نعيم تجري من تحتها الأنهار حسب زعمهم.
وعند انتهاء تلك المحاضرة الطويلة يفتح المجال لتدخلات الحضور فيمطر الوزراء بسيل من المطالب وأكوام من المشاكل بصورة تكشف إلى حد بعيد أن المواطنين يفتقرون إلى أبسط الأشياء ويطالبون بأتفهها في تكذيب ضمني لما أزبد به الوزراء .
صحيح أن بعض المتدخلين يأخذون في الثناء على الرئيس وتمجيد النظام القائم ولكنهم سرعانما ينصرفون عن ذلك ويبدأون في عد مشاكل وأزمات طويلة وعريضة.
اليوم قدم على المدينة مفوض الأمن الغذائي وفي هذه المرة فضل الاختفاء مع الوالي واقتصار اللقاء على رؤساء المصالح الجهوية وبعض العمد غير " المشاكسين"
كذلك تم إلغاء اجتماع مفتوح كان سيترأسه وزير الداخلية محمد ولد ابيليل فهل اكتشف السادة أن اجتماعاتهم بالمواطنين أصبحت عليهم لا لهم فعدلوا عن مقابلتهم وأكتفوا بالمسؤولين الجهويين؟