ولاية لعصابه تعج هذه الأيام بطوابير على دكاكين الدولة،وزرافى وجماعات حول الثياب البالية المستوردة، وهجر لكراء محلات السوق،وكثرة البائعين الصغار على
الشوارع،والمتجولين،وفوضى الانتشار بضواحي المدينة- بسبب نزوح البوادي – بأحياء شعبية يلهث خلفهم ضنك المعاش، واكتساح المتسولين للمساجد والأسواق، ورحيل يد العاملة إلى العاصمة أو خارج البلد، وذوبان رأس المال، وكساد العقار إن كان موجودا .
و على حدودها الجنوبية حرب على القاعدة، زعم أنها دفاع، وأنها حرب وطنية صرفة ،القاعد عنها كمن يحفر حتفه بظلفه.
فولاية لعصابة شعبها يستصرخ ،الجوع ضجيعه، والزرقاء رداءه، والغبراء فراشه، لا يجد ما يسد به رمقه، سواده يقتات على ثمار الأشجار، وأضرع الحيوان، وصيد الفيافي، مازال يمتطي العيس في ترحاله، استحوذ عليه الجفاف، لسان حاله يقول :
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس
رئيسي شيد مدينتك الفاضلة (رباط البحر)،فيها قصور شاهقة، وشوارع شاسعة، وجنات زاهية، جوها عليل على شاطئ البحر، نزلا للسائحين، ولأزلامك.
جيش جباة ضرائبك بجنون بين الأسواق وخلال الديار.
تنعم بذلك، وبعائدات الحديد والذهب والسمك والنفط وضرائب الحدود والمعابر.
فأنت رئيس الفقراء، وتلك صفتنا بامتياز(فما في المدينة أحوج منا يا رسول الله ).
رئيسي تنعم بشقائنا !
فأنت رئيس ونحن الفقراء !
أنت "عزيز" ونحن أذلاء !
لك القصور ولنا القبور !