قال العلامة الشيخ محمد الحسن الددو إن صلاح العقيدة، والعزيمة والإيمان أهم شروط التضحية ، وإن المؤمن بلقاء ربه يمتلك من الجرأة ما يدفعه للتضحية بنفسه من أجل عقيدته وما يؤمن به من أهداف.
وقال الشيخ الددو في ندوة بدار الشباب القديمة بنواكشوط 18-1-2012 إن الذي يجلس في بيته في انتظار بناء خيمة للحرية من أجل الاستظلال بها هو إما شخص ضعيف الإيمان أو غير مقدر لقيمة الحرية في حياة البشر.
وقال الشيخ الددو إن المهتمين بالمصالح الخاصة هم أهل الضعف من الإيمان المولعون بتنمية المال ، وبناء الأسر ،الراضون من الحياة بالقليل،وهؤلاء ضعفت أنفسهم فخارت عزائمهم، وهم لا يوجدون إلا في حال الطمع.
وقال الشيخ الددو إن المواقف من الأحداث العظيمة والابتلاءات التي تصيب الأمة تتباين بحسب مكانة الفرد واستعداده للتضحية.
وقال إن النموذج الأفضل هو موقف أهل القوة والإيمان الذين إذا واجهوا امتحانا من الامتحانات الدنيوية كان قولهم واضحا وردة فعلهم محكومة بالقوة والشجاعة كما قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً" .
أما الموقف الآخر فهو موقف المنافقين الخالصين ،الذين يشككون في إمكانية النصر خلال المواجهة وينشغلون بالتخذيل،ويحاولون زعزعة الجبهة الداخلية وشعارهم " وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا".
ولعل أشد هؤلاء هم المخذلون الذين يحاولون الترويج لدعايات مغرضة ، توهم الفرد بأن الخير في الجلوس ، وأن الحفاظ على الواقع القائم أهم من المشاركة في تغييره ، وأن التضحية بالنفس غير مطلوبة ،قائلا إنهم نموذج سيئ لما كان عليه المنافقون أيام محاصرة المدينة ، وإنهم معوق من معوقات النهضة الإسلامية في الوقت الراهن مستشهدا بقول الله عز وجل " وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا .
وقال الشيخ الددو إن هؤلاء أشباه رجال يعيدون مواقف أسلافهم من المنافقين أيام الأحزاب ، وإن دعايتهم أشد فتكا من سلاح العدو ، ناصحا بعدم الاستماع لهم أو التعويل عليهم في معركة التغيير مذكرا بقول الله عز وجل " قدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا . أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا .يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا.
عن الا خباري