إلى رئيس حزب الإتحاد من أجل الجمهورية
بعد ما يليق بجنابكم الموقر من الاحترام والتقدير .
لا يسعنا إلا أن نحيطكم علما نحن شباب حزب الإتحاد من أجل الجمهورية بمقاطعة كرو ـ المغيب ـ أن لنا جملة من الملاحظات أردنا من خلال هذه الرسالة أن نشير إلى بعضها عسى أن يتم تلافيها في هذه الظرفية المتميزة .
أولى هذه الملاحظات هي أن حزبنا تحت رعايتكم السديدة بقي محافظا على الأسلوب الراديكالي القديم في تعامله مع ساكنة المقاطعة من خلال القنوات التقليدية ، متجاهلا دور الشباب و طاقاته بل مكتفيا ببعض الوجهاء الذين ـ نحن الشباب ـ نكن لهم كل الإحترام و التقدير ، وكأن لسان حالكم قائلا " يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق " .
رغم أن الحقيقة الواقعية و الميدانية في المقاطعة تقول أن " القلادة لما احتاطت بالعنق بعد ".
وللبرهان على الملاحظة الأولى نقول : أن حزب الاتحاد من اجل الجمهورية لم يقم يوما واحدا بإشراك الشباب ـ أعني الشباب الفعليين للمقاطعة ـ في أي شأن ذا علاقة بأنشطة الحزب في المقاطعة ، وكأنه لا يزال يظن أن كل ثلة من الشباب لها سائس و حادي ( وجيه تقليدي ) يسوقها سوقا إلى حيث أراد حزبنا الذي نعلم يقينا أنه على دراية بأن كل شاب له قناعة لن يطيع غيرها.
لقد أقام الحزب ( كعادة ......) قسما في المقاطعة ولم يشرك في إنشاءه ولا تشكلته أي شاب ، وهذا قناعة منا أنه ليس برهانا على قناعتكم ـ يا سيادة الرئيس ـ بأن الشباب لا يتجاوز دوره حمل اليافطات و غرس الخيام و ........................ بل نعلم علم اليقين أن تجربتكم السياسية و رعايتكم الرشيدة لمصلحة الحزب و طول باعكم الثقافي و العلمي ينبئكم أن الشباب هو المحور الركين الذي تدور معه علة السياسة زمانا ومكانا .
الملاحظة الثانية : يحكى في الأساليب الديمقراطية ـ المنشودة ـ للأحزاب السياسية أنها قبل إقدامها على اختيار مرشحيها لخوض الانتخابات في دائرة ما ، تقوم تمهيدا لذلك باستطلاع آراء منتسبيها في الدائرة المعنية حول المرشح .
وهذه الخطوة رغم أن نتائجها لا تتعدى في الإلزامية قدر الاستئناس للهيئة الحزبية المعنية بالقرار النهائي .
لم تستطلع في الماضي ـ في المقاطعة ـ آراء الشباب حول المرشح الذي ينوى ترشيحه ، وهذا ما ولد دائما بين صفوف الشباب خيبة أمل في مسايرة البرنامج السياسي للحزب ودعمه بتفاني ، بل أرغم بعض الشباب على إبداء ردة فعل جعلتهم يتخندقون في صفوف المعارضة رغم قناعتهم بالبرنامج السياسي للحزب و النهج العام الذي يتبعه وهذا ما نخشى تكراره .
و الاسباب مجرد اسباب شكلية و لكنها جوهرية في الصميم وهي عدم الاشراك في الاطوار التمهيدية لإختيار المرشح.
بل لا نعلم حقيقة بإختيار المرشح الذي سنرغم عليه ارغاما إلا بعد أن تصلنا صوره المكبرة إبان الحملة .
هذا ونرجو من رئاسة الحزب و مكتبه التنفيذي و مجلسه و الوطني و كل هيئاته المعنية أن تتفادى في المستقبل هذه الملاحظات التي لا نريد ان نسموها بالأخطاء ، و أن تقوموا بإشراك الشباب والنساء ـ في المقاطعة ـ في كل مراحل المسلسل السياسي .
و صفوة القول : لقد نمى إلى مسامعنا ـ وتلك للأسف هي قناة التواصل بين الشباب في المقاطعة و الحزب ـ أن الحزب على شفاه تحديد مرشحيه في المقاطعة بل صار يشار إليهم بالبنان في العاصمة بأنهم مرشحي الحزب في مقاطعة كرو ، ويبدو أن المعلومة شبه أكيدة.
هذا وصار لزاما علينا بل وجوبا أن نذكركم و إن كنتم لا تنوون أخذ آراءنا في الموضوع أن مؤسسة النائب في جل الانظمة ـ على الاقل لفرانكوفونية ـ لا تشترط شروطا شكلية يجب توافرها في الشخص المتقدم للترشح سوى الشروط القانونية المعروفة في النيابة الشرعية و القانونية المتمثلة في تمتعه بقواه العقلية و حقوقه المدنية و بلوغه سن الرشد المحددة في هذا المجال ب 25 سنة .
صحيح أن هذه هي الشروط القانونية التي حددت في هذا المجال ، لكنه بقيت شروط أخرى موضوعية ضمنية و إن كان القانون لم يشترطها صراحة ، إلا أن مراعاتها ضرورية وهي : أنه في النظام العام يحل النائب محل الأصيل في كل ما أنابه فيه سواء كانت النيابة محددة او مطلقة ، وهذا يستلزم أن يكون النائب على قدر من الكفاءة تخوله الحلول محل الأصيل (الناخب) .
وبالتالي يكون شرط الكفاءة هنا من الشروط الموضوعية التي تستلزم مراعاتها .
ثانيا : إن نظام النيابة البرلمانية نظام له خصوصياته النابعة من خصائص البرلمان نفسه و خطورة ادواره .
فمن نافلة القول تذكيركم بأن البرلمان هو السلطة التشريعية المخولة بالتشريع في جميع الاصعدة .
ولذا صار من الشروط الموضوعية بل من الأمانة الوطنية مراعاة النوعية و حسن الانتقاء سبيلا لضمان وجود سلطة ثانية تصون الحقوق و تحافظ على أداء الواجبات .
أما باقي الشروط الموضوعية او المعايير المطلوبة في النائب أنه ورغم تجاهل هل هو نائب عن دائرته ام نائب عن الامة يجب أن يعكس الوجه العلمي و الثقافي و الحضاري لدائرته او لامته ، لأنه هو الواجهة الحقيقية لهذه الدائرة او لهذه الامة .
ولذا من الافلاس الثقافي و العلمي و الحضاري قبح الواجهة لأنه ينم عن سوء المضمون ، رغم أن مدينة كرو ستبقى دوما حبلى بأبنائها الرواد في المجال العلمي و الثقافي ، ولذا من التجني على هذه المدينة ان يقدم بإسمها من لا تسعفه ارصدته العلمية و الثقافية بأن يتشرف بحمل لقب " نائب مدينة كرو " .
و عليه فإن تحديد او اختيار المرشح عن دائرة كرو أنتم وحدكم ـ يا سيادة الرئيس ـ تتحملون فيه كل المسؤولية ، لأنه حتى ولو تم اكراه الجميع ظاهريا و اثناء الحملة على المرشح غير المقنع فإنه خلف الستائر لا يوجد رقيب ولن يطاوع الناخب سوى قناعته المحضة .
وفي الاخير أذكركم بأنه يجب أن لا يطغى الهم بمصادر تمويل الحملة على باقي المعايير التي لا مناص من مراعاتها و اخذها بعين و أذن و يد الاعتبار .
و الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
كلف بتحرير الرسالة
سيدي ولد محمد عبد الله ولد حد