عاد مساء السبت الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد ثلاثة أسابيع من اللجوء أو العلاج لا ندرى، فى فرنسا. فما عدا مشاركته فى اجتماع بروكسل فى بداية سفره وظهوره فى الإليزي فى نهايته لا أحد يدرى ما الذي كان يفعله ولد عبد العزيز فى بلاد الغال. قيل إنه كان له موعد مع طبيبه. لكن لا بيان رسميا بهذا الصدد أو بيانات للحالة الصحية ظهرت إلى الناس.
ومع ذلك فإننا فى ديمقراطية والرئيس لا يمكن أن يكون طاغية لا يقدم كشف حساب لأحد. بيان صغير كان كافيا أن لا يجعل منا قطيعا من الحمقاء ليس من حقه أن يعلم شيئا عما يحدث. التوقيت حرج بما فيه الكفاية لكي يجعل تبرير هذه العطلة المطولة أمرا ضروريا.
فمالي لا تزال بؤرة توتر. وحدة الأزمة السياسية المحلية لم تنخفض. ولم يصل التحقيق فى فضيحة غانا إلى منتهاه. والتوتر الاجتماعي أكثر من قنبلة موقوتة. ورئيسنا يسمح لنفسه بالتنزه فى الشانزيليزي، كسائح لا هم له، ولم يترك رغم ذلك مفاتيح الخزنة لأحد. صحيح أن الجيش متيقظ فى ظل غياب قائده، لكن الشأن اليومي جامد لا يتحرك، مع وزير أول عديم اللون همه ملء المناصب الفارغة برجاله. نعم لقد اختار ولد عبد العزيز شخصا لا يشكل أي خطر عليه. بالإضافة إلى مجموعة الوزراء الذين لا يمتلكون أي نوع من روح المبادرة، فهم من نفس الماركة.
فهل يستطيع قائدنا الملهم أن ينام ملء جفونه إذن؟ فالجيش مفرمل، والمعارضة غائبة اللهم إلا عددا من المهرجانات والشعارات؟ فهل هو فى منعة؟ نظام غير مستقر الأركان وجاء بانقلاب عسكري ويرفض كل حوار لا يستطيع أن ينام على آذانه. فالمخاوف من السقوط المفاجئ تظل قائمة. والبديل بكل بساطة هو أن تكون هناك لعبة ديمقراطية بإرادة شعبية محترمة وأن يتم الاستماع إلى الناس والتحاور معهم والبحث عن توافقات، وتنظيم انتخابات مفتوحة.
LE CALAME 886
ترجمة: الصحراء