إسمه أبوبكر،من مواليد 2001 في بلدية احسي الطين التابعة لمقاطعة بومديد،طالب بمدرسة الصحة بكيفه حباه الله موهبة فريدة في الرسم،شارك عام أول في التظاهرة الثقافية التي نظمتها المندوبية الجهوية بلعصابه لوزارة الثقافة و الشباب و الرياضة و قد نالت مشاركته إعجاب الجمهور و لجنة التحكيم و كانت عبارة عن لوحة بها رسوم لبعض الحيوانات الأليفة من وسطنا الريفي نال على إثرها جائزة نقدية لا نقدرها بقيمتها المادية بقدر ما نثمنها ببعدها المعنوي لكونها أول مشاركة له في مثل هذه المنافسات الثقافية و لما أدخلت عليه و على أترابه و محيطه و ذويه من مشاعر البهجة و السرور.
أما مشاركته هذه المرة فكانت عبارة عن لوحة فنية عكف على إعدادها مدة ثلاث أيام
ليرسم فيها صورة المسجد الأقصى،و بدلا من مكافأته أو تقديره فقد تمت معاقبته بالإقصاء.
أردت التثبت من المسألة بنفسي و طلبت منه مرافقتي إلى المندوب الجهوي و قد أخذت
تنتابنى بعض المشاعر السلبية و أنا أنظر إلى آثار الإرهاق و الانكسار الباديه على محيا ذالك
الشاب البريء و أقول في نفسي كيف للقائمين على ترقية الشباب أن يقتلوا فيه الأمل و روح
الابتكار و التألق،و أتساءل لماذا الإقصاء،فقد لا ينال المشارك المرتبة الأولى و لا الثانية و لا
حتى المكافئة النقدية إلا أن الموقف و الهدف الأول يستوجب احتضان الشباب و الرفع من
معنوياتهم و الإبقاء على جذوة الأمل في نفوسهم.لقد كانت المفاجئة كبيرة و الصدمة أكبر عند
ما أكد لي المندوب الجهوي أن سبب الإقصاء هو فعلا هذه الصورة التي تجسد المسجد الأقصى،
فهذا الصنف من الأعمال ليس من أولويات التظاهرة و هذه الصورة خارج الموضوع حسب تعبيره.
أردت منه إطلاعي على المواضيع التي تعالجها هذه التظاهرة الثقافية فذكر لي منها حقوق الإنسان
و أهمية المدرسة الجمهورية و ذكر المواطنة و الوحدة الوطنية و التعايش السلمي و أهمية الزراعة
و خطورة الإنترنت و المؤثرات العقلية و دور الشباب في التنمية و مكافحة التطرف و العنف و الإرهاب ...إلخ
أيها القارئ الكريم،أيها المواطن الموريتاني،أيها المسلم و يا أيها الإنسان الحر أرجوك أن تسأل معي هل جهل هذا الرجل أم تجاهل ما ترمز إليه صورة المسجد الأقصى من سعي لنيل الحقوق و الحريات و ما تجسده من رفض الإرهاب و التطرف و العنف الصهيوني و ما تعبر عنه من دعوة للتعايش السلمي بين الشعوب و الأمم على اختلاف مشاربها.
و هل هناك ما يجسد و حدتنا الوطنية بل و وحدة الشعوب الحرة في العالم من إفريقيا إلى آمريكا أكثر من شعورنا و إيماننا المشترك بعدالة القضية الفلسطينية التي ترمز إليها صورة المسجد الأقصى السليب؟
لقد أدركت جنوب إفريقيا أن الشعب الفلسطيني يكتوي بنفس النار التي اكتوى بها الشعب في جنوب إفريقيا و أن دعمها للقضية الفلسطينية هو دفاع عن شعبها و عن الشعوب المظلومة و تلك التي قد يقع عليها الظلم.
كيف تدرك جنوب إفريقيا رمزية المسجد الأقصى في التعبير عن المقاومة المشروعة لشعب مظلوم يسعى لنيل حقوقه و تقرير مصيره في وطنه، كيف تدرك ذالك في حين تعتبره المندوبية الجهوية للثقافة و الشباب و الرياضة و العلاقة مع البرلمان في الجمهورية الإسلاميــــة الموريتانيــــة،تعتبره مسألة خارج الموضوع ؟؟!!
بقلـــم
نختيرو المجتبى
مهندس زراعي متعدد الكفاءات
رقم الهاتف : 42037201