بعد زيارة وفد رفيع المستوى من الإتحاد الأوروبي إلى بلادنا في الأسبوع المنصرم تعددت المقابلات إشادة بالتمويلات منقطعة النظير التي تعهدت بها البعثة لدعم جهود بلادنا في مواجهة تدفق المهاجرين المتوجهين إلى أوروبا.
أجمع المحللون على أن حجم التمويلات المتعهد بها شاهدة على المصداقية التي تتمتع بها دولتنا التي نجحت في الحفاظ على الأمن و الإستقرار في محيط إقليمي عصفت به البلابل والحروب الأهلية، من خلال مقاربة أمنية وسياسية نموذجية.
قد يكون هذا كله صحيح ولكن علينا أن نستحضر أن هذا التحرك الأوروبي يدخل في إطار مقاربة شاملة تسعى إلى حل مشكلة الهجرة التي أصبحت تؤرقهم.
إن الساسة الغربيون يعتبرون الهجرة قنبلة موقوتة يحاولون بكل ثمن إبعاد خطرها، وكما تعودوا في السابق حل مشاكلهم على حساب مستعمراتهم فهاهم يسعون من جديد إلى تحويل الدول الإفريقية المتاخمة للبحر الأبيض إلى مراكز إيواء للمهاجرين كي تنفجر القنبلة بعيدا عنهم في الوقت المعلوم.، وقبل أن يراودونا في هذا الموضوع راودوا تونس وليبيا وربما المغرب.
علينا إذا أن لا نغتر بتوددهم (فأكاليل زهورهم مجمعة حول حية رقطاء)، وهداياهم مسممة.
لو كانت نواياهم سليمة لاستخدموا الأموال التي يعرضون علينا لاستقبال المهاجرين من مستعمراتهم القديمة و أن لا يتنصلوا من مسؤولياتهم الأخلاقية اتجاههم.
لقد استخدمونا سابقا جنودا إضافيين لمواجهة المقاومة الوطنية في أوطاننا، واليوم يريدوننا حراسا لحدودهم من خطر إخوتنا الأفارقة. تبا لها من صفقة.
كيف لنا أن نفتح أبوابنا للمهاجرين و أن نسعى لإدماجهم في نسيجنا الإجتماعي ونضمن لهم الولوج لكل الخدمات التعليمية والصحية ونوفر لهم التشغيل في الوقت الذي يتسور فلذات أكبادنا جدران الغرب بحثا عن مستقبل أفضل لهم ولذويهم؟
يجب ألا نغتر بما أنعم الله به على بلادنا من سكينة في الوقت الراهن. فكل مسببات عدم الإستقرار كامنة في تركيبة مجتمعنا: تعدد القوميات ، الشرائحية ، التهميش ، الهشاشة، النزاعات العقارية، محيط متوتر ورئيس سابق خلف القضبان.
علينا إذا أن لا نزيد الطينة بلة.
من صفحة د.عبد الرحمن سيدي حمود