عمدة بولحراث : طريق السواطه باركيول حلم لم يكتمل و فرحة لم تتم
وكالة كيفة للأنباء

في بقعة من هذا الوطن؛ حيث جيوب الهشاشة وبؤر الفقر وغياهب الحرمان؛ في مقاطعة باركيول تحديدا من ولاية لعصابة؛ تكون منذ زمن بعيد حلم لدى سكان تلك الرقاع ألا وهو حلم طريق يفك العزلة عن هذه المناطق ويدخلها نور الحياة ويربطها بالعالم.

وفي إطار هذا الحلم وبعد سعي ومطالبة لتحقيقه جاءت دراسة طريق: السواطة – باركيول الذي يتخذ من بلديات البطحة - ارظيظيع - بولحراث - الغبرة – باركيول مسارا، قبل ان يجهض الحلم بتغير الطريق عن مسارها الاصلي والذي يلبي رغبة محلية وغاية مشتركة بين عدة بلديات وساكنيها في آن واحد ويصبح المسار: مسار بورات - الغبرة - جزء من بولحراث- باركيول وهو مالم يكن في الحسبان وصدمة رجت العقول حتى لم يبقى لدى من لديهم عقول عقول.

فرحة ساكنة باركيول بخطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال الوطني حيث اعلن قرب انطلاقة الاشغال في محوري السواطة مونكل و السواطة باركيول و هي فرحة لم تكتمل حين اعلن عن مسار الطريق الجديد الغير متوقع والذى لم يكن مطلب ساكنة باركيول اذ أن المسار المتعارف عليه و جوهر الطلب الموجه للسلطات العمومية وهو مسار السواطة – البطحة – ارظيظيع – بولحراث – الغبرة – باركيول.

بهذا المسار الجديد لهذه الطريق تكرس حقبة جديدة من تاريخ مقاطعة باركيول القديم الجديد المتسمة بالنسيان والحرمان لتبقى مشكلة العزلة مشكلة مطروحة دائما وابدا ولعل خطاب وزير التجهيز و النقل حمل في طياته الكثير بغير علم حين ذكر ان المقطعين اللذين هما موضوع وضع حجر الأساس من قبل فخامة الرئيس هما : مقطع السواطة مونكل و مقطع السواطة – بورات – باركيول مع العلم ان المقطع الأول السواطة مونكل يمر ببورات و السؤال المطروح هو لماذا إعادة تكرار الجزء الذي يربط السواطة ببورات في المقطع الثاني لماذا لا يكتفي معالي الوزير بذكر المقطع الثاني انطلاقا من بورات - الغبرة – بولحراث – باركيول.

لنجري مقارنة بين هذين المسارين ومدى استفادة سكان كلا المسارين:

أولا: مسار: السواط - باركيول القديم:

مسار يفترض ان يمر على تجمعات سكانية كبيرة في بلديات: البطحة - ارظيظيع - بولحراث - الغبرة – باركيول؛ هذا المسار يمتاز بعدة مزايا هي:

- يربط بين عواصم خمس بلديات في ان واحد وهو ما يعني استفادة كل التجمعات السكانية في هذه البلديات.

- الاكثر كثافة سكانية ما يضمن جدوائية أكبر للطريق واستفادة أكبر لغالبية سكان المنطقة.

- الاقرب للعاصمة نواكشوط التي هي المرجعية في كل شيء حيث من المعروف ان الكل متجه اليها مهما تعددت الغايات.

- يربط طريق: الغايرة - باركيول بطريق: السوطة – مونكل.

ثانيا المسار الجديد: مسار بورات - الغبرة - جزء من بولحراث- باركيول:

مسار قد يربط بين بورات - الغبرة - جزء من بولحراث- باركيول ولكن بجدوائية اقل بكثير مع حرمان بلدتي ارظيظيع والبطحة وتجمعات سكانية كبيرة من بلدية بولحراث؛ يتميز هذا المسار بمايلي:

- قلة الكثافة السكانية بين بورات وبلدية الغبرة حيث يمر هذا المسار بأجزاء واسعة غير مأهولة من بورات حتى حدود بلدية الغبرة لتبدأ تجمعات بلدية الغبرة والتي تتسم بتجمعات سكانية كبيرة والتي يمكن ربط بالعاصمة نواكشوط بربطها بالمسار القديم لطريق السواط باركيول.

- ليس المسار الاقرب لنواكشوط بالنسبة لسكان مقاطعة باركيول.

- يقصي بلديتين من باركيول هما بولحراث وارظيظيع بالإضافة لبلدية البطحة من مقاطعة مال.

من خلال ما سبق ذكره يتبين جليا ان المسار القديم لطريق السواطة - باركيول هو المسار الذي يلبي الغاية المشتركة لساكنة مقاطعة باركيول حيث سيمكن من ربط عواصم 5 بلديات مجتمعة و هي : بلدية باركيول - بلدية بولحراث - بلدية الغبرة - بلدية ارظيظيع - بلدية البطحة و ما لذلك من تغيير الوجه الحياتي و الاقتصادي للمنطقة من خلال انعكاس جدوائية ربطها بالشبكة الوطنية على وتيرة المواصلات و النقل و حركة البضائع و ما لذلك من تأثير على الاسعار بالإضافة لكونها ستشكل مسارا بديلا في حالت تعطل طريق الامل في مقطعه بين شكار و الغايرة خاصة في فترة الخريف.

تجدر الإشارة الى ان الفرق في الطول بين المسارين القديم والجديد لا تتجاوز عدة كيلومترات قد لا تتجاوز 20 كيلومترا وهو ما يعني تخفيف الاعباء المادية على ميزانية الدولة ولكن ما فائدة تخفيف الاعباء المادية مع بقاء المشكل قائما كما هو وعدم فك العزلة عن المناطق المستهدفة اصلا والتي كان لها السبق في المطالبة بهذا الطريق.

على مر الايام والاشهر والسنوات صدحت حناجر سكان مقاطعة باركيول بطريق السواطة باركيول بمساره الاصلي وهو البطحة - ارظيظيع - بولحراث - الغبرة - باركيول؛ تم طرح هذا المطلب في كل المنابر وفي كل الدوائر الحكومية المعنية وفي جميع المناسبات والتظاهرات السياسية وهو ما تشهد عليه تقارير كل البعثات التي تم ارسالها لمقاطعة باركيول.

ان هذا المطلب يعكس حاجة ملحة وغاية سامية لسكان باركيول و حلا جذريا لمشكل العزلة لا يتحقق في طريق بورات – باركيول ومنذ الاعلان عن هذا الطريق الجديد وأفئدة ساكنة باركيول تغلي حسرة على عدم قرب تحقيق حلمهم بفك العزلة عن بلدياتهم وقراهم.

فخامة رئيس الجمهورية وضعتم حجر الاساس لطريق بورات باركيول وهو خيار متاح تستفيد منه بعض سكان المنطقة ولا كنه ليس الخيار الافضل ولا الاكثر افادة لساكنة باركيول لتبقى مشكلة العزلة خطوة لم يتم تجاوزها بعد.

عمدة بلدية بولحراث

المهندس باب إبراهيم ابيليل


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2024-02-08 07:06:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article38531.html