تحتم علينا وممالايفسد للود قضية – ونحن غرقى وأطفالنا في بحر المعلومات الطامي الذي فرضته علينا العولمة - أن نعمل جادين لنُميز الخبيث منها من الطيب, ولن يتأتى لنا ذلك حتى نُطعّم طرق نقلنا للمعارف من الكتاب أوالمحيط بصبغة تربوية, حتى يتسنى لنا تحصين المتلقي لها من فيروس العولمة.
* وإن تأملت عزيزي المدرس, الواقع المعرفي اليوم تجده متاحا لكل طفل, دارس وغير دارس بفعل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة, المتاحة له في أسرته بل وحتى في محيطه في أي وقت وفي أي مكان من العالم مما يجعل المتلقي في حيرة, أمام هذا الكم الهائل من المعارف, والكثير منها غير نافع له إن لم يوجه .
*وبهذا تكون مشكلة نقل المعارف أو الحصول عليها قد تم تجاوزها,غير أن الأهم هو غربلتها ومن ثم بناؤهاعلى شكل لبنات و تسطيرها بمهارة محكمة, وتطويعها لصالحه.
*على أن يكون المدرس سَمِينَ الأمانة أعْجَفَ الخيانة, في عملية بناء المعارف هاته, مُمَلكَه القدرة التامة ,على نقلها من إطارهالنظري التربوي, إلى إطارهالتطبيقي العملي, بتوجيهه لمعارفه وإلغاء ماطلح منها, وإبعادها عن تكوين شخصيته القاعدية, كي يصبح في نهاية السنة الدراسية قد هُذب تماما, وتطورت شخصيته تطورا إيجابيا, عما كان عليه في بداية السنة في كافة المستويات الأخلاقية والإجتماعية والنفسية, وهنا يأتي دور كل الوسائل المساعدة, وهذا ما تحاول مقاربة الكفايات تلمسه, حينئذ يكون المدرس بانٍٍٍ للمعارف وليس فقط ناقلاً لها. وتأمل أخي المدرس المثل القائل:(خطأ طبيب قد يقتل شخصاواحدا أماخطأ مدرس فيعني قتل أمة بكاملها)لأن الطبيب يهتم بعلاج الجانب العضوي فقط , أما المدرس فيعالج كافة جوانب مكونات الشخصية.
*فبالله عليكم معشرالمدرسين كونوا قوما تُصْغِي آذان المجد إليهم,إن لم يكن لكم المجتمع كذلك,وساحة للبراعة والفكر.
وما ضركم إن جعلتم من أنفسكم , قلادة لجيد الدهر أو رياحينا ليمين العلا؟!
يربا/ عبد الرحمن
معلم بكيفه لعصابه