يمثل ترشح السيد محمد ولد هاشم لمنصب عمدة بلدية كيفه أول بصيص أمل يصدر عن الأحزاب الحاكمة على تعاقبها ببلادنا تحضر فيه المعايير والقواعد السليمة الموجبة للاختيار؛ حيث رضخت هذه البلدية الكبيرة الغنية بالموارد والمقدرات التنموية لتسيير مدمر بالعقلية البدوية، وظلت دابة حلوبا لا يراد أن تتجاوز نَهَمَ ومصالح شخص واحد يسمى العمدة.
وعلى مدى حوالي أربعة عقود لم تحقق هذه البلدية الحد الأدنى من طموحات السكان الذين يُخدعون بالبرامج الطوباوية وبالتنظير المسيل للعاب وحين يتمكن المترشح من اختطاف المقعد يحول
هذا المرفق الحيوي إلى دكان زبائني.
أربعة عقود من الغرق في القمامة ومن فوضى المجال الحضري ومن تردي الخدمات في جميع المجالات ومن غياب الأمل ومن التيه والضياع.
اليوم فقط هناك فجر صادق ينبلج مؤذنا بعهد جديد مع هذا الشاب نظيف الأيدي ، قوي القدرات ، كامل الكفاءات، تام الإحساس بالمسؤولية ومدرك تمام الإدراك أن المهمة تكليف وأنها من أجل الأهل والوطن والتاريخ.
وحين تحدث عن بعض محاور برنامجه أثناء الفعاليات التعبوية في مدينة كيفه أثناء هذه الحملة تبين أنه شخص مختلف وبدا للرأي العام أنه من الممكن أن تنجح بلدية كيفه بتكاليف غير باهظة، لقد أدى ذلك الخطاب الواقعي إلى اكتشاف الجماهير بهذه البلدية بأن الحلول ممكنة وأنه مازال في الدنيا أوفياء صادقين؛ فالتف الناس من حول الرجل وانهالت الإنضمامات من كل الجهات فيما يشبه الثورة.
صحيح أن هذا المرشح مزعج للمفسدين ، قاض لمضاجعهم ، وسوف يقاومون ما بقي فيهم عرق من روح بغية إجهاض مشروع الإصلاح ووضع كافة العراقيل ؛ لذلك يطلقون اليوم سيلا من الشائعات وفي كل الاتجاهات يوزعون الأكاذيب.
لقد ضاقت عليهم الأرض حين تدفق أبناء المدينة من الأطر والوجهاء وقادة الرأي لتقديم الدعم لمرشح حزبهم، وفي الأيام القادمة سيصيبهم الجنون بعد أن يتأكدوا من أن ساعة التغيير قد أزفت ، وأن القطار تركهم على قارعة الطريق، وأن اختيار حزب الإنصاف هذه المرة انحاز للشعب ولم يبال بأراجيف حراس المصالح الخاصة والأنانية المريضة.