يقود رجال أعمال اليوم في مقاطعة كيفه أبرز اللوائح المترشحة للنيابيات، وستكون المنافسة ساخنة بين هؤلاء لما يمتلكون من وسائل مادية باتت هي وقود العملية السياسية وأدواتها للتعبئة وحشد الجماهير.
وحول هؤلاء يتحلق كثيرون ممن لا يعتبرون للصوت قيمة في الحياة ، ولا يؤمنون بأي مبدإ ولا يدافعون عن أية قضية، ولم يبالوا يوما بمصالح السكان ولم يشترطوا للولاء والبيعة غير ما تمليه العواطف وما يدفع للجيوب.
ستشتعل الساحات بمدينة كيفه وسوف تُملأ الدنيا ضجيجا وصخبا، وستغرق المدن والقرى في صورهم المكبرة وستستك المسامع من أناشيدهم ودفوف طبولهم وجوقتهم المزمجرة، وهو ما سيعمي المواطنين عن سبل التخلص من الويلات التي يتخبطون فيها منذ عدة عقود بفعل سوء الاختيار.
إن تصدر رجال الأعمال للمشهد في هذا الصدد يعمق أزمتنا السياسية ويجعل الأمة تخسر مرتين فهؤلاء المستثمرين كانوا مساهمين في الدورة الاقتصادية وكان لأعمالهم التجارية مردود كبير على المقاطعة وأبنائها والدولة بشكل عام ؛ وهم اليوم يهدرون ذلك المكسب في حملات انتخابية لا تعرف غير البيع والشراء فضلا عن ضياع وقتهم الثمين في هذا الموضوع البعيد كل البعد عن مجال تخصصهم.
أما الرزء الثاني الذي يحل بنا أن القوم بهذا الدخول للحقل السياسي يفسدون السياسة ويأخذون بها إلى غير أهلها.
إن المتفحص لمرشحي هذه النيابيات بدائرة كيفه لا يمكنه أن يجد أكثر من واحد أو اثنين استحقا أن يتقدما لخروجهما من رحم معاناة الشعب ولرصيدهم السياسي و النضالي وغير ذلك فإنه خروج على المألوف وعهر سياسي.
المؤسف أن العملية السياسية في هذه المنطقة من الوطن لا تهدف لغير تكريس الواقع المر على السكان. إنها لا تخلف غير مزيد من التخلف والضياع وإضافة مسامير جديدة في نعش الديمقراطية وتقدم المجتمع.