دخل حزب الإنصاف على مستوى مقاطعة تامشكط في مأزق كبير جراء اختياراته غير المقنعة لقطاعات كبيرة من السكان ، شعرت بالإقصاء وبخضوع الحزب لضغط أطر قريبين من دوائر صنع القرار أخذوا بأيدي زملائهم في الحساسيات والأحلاف التي تخص بهم.
وترى فئات عريضة أن أقل ما يجب أن يعاقب به هؤلاء "المفرطين في مصالح الحزب" هو إحلال الهزيمة بهم وفضحهم أمام الحزب و"الدولة".
وفي هذا الصدد ستكون مهمة هذا الحزب صعبة للغاية في بلديات تامشكط وكيعت التيدومه والمبروك إذ يواجه منافسة قوية من رجال عبروا من خلال أحزاب موالية ،وهم اليوم وسيلة هذه القواعد الشعبية الواسعة للانتقام ممن يحسبونهم تورطوا في إقصائهم من الترشح.
كذلك لا يستبعد المراقبون جر هذا الحزب إلى شوط ثان على المستوى النيابي باحتمال حدوث مفاجأة ومباغتة السكان الغاضبين من أوضاعهم المزرية جراء اختياراتهم الانتخابية في المواسم الماضية لنواب حزب الإنصاف وجلدهم باللائحة الشبابية المنافسة.
ينضاف إلى ذلك أن أطرا وفاعلين كبار داخل هذا الحزب هناك يعملون جاهدين - وإن بشكل سري- على دعم التوجه المناوئ للحزب فذلك هو طريقهم للإضرار بغرمائهم في الحزب ممن يجدون الآن الحظوة من طرف النظام.
هذه المقاطعة الآهلة "بآدوابه" يشعر أهلها من أبناء الفلاحين أن حرمانهم من مقعد نيابي على مدة 32 سنة من التعددية الحزبية في البلاد يترجم تهميشا ممنهجا لا مبرر له وقد أزفت ساعة تلقين الدرس التاريخي ردا على ذلك .
إن تردي حياة الناس في هذه المقاطعة بدء بالتعليم والصحة ومرورا بخدمات المياه والكهرباء وانتهاء بإهمال الدولة لأهم قطاع يقتات عليها السكان هو الرعي والفلاحة عوامل تسرع بلحظة قلب الطاولة وتلمس طريق جديد للخلاص من قبضة الأطر والزعامات القبلية وهي المجموعة التي تستأثر بكل شيء منذ استقلال البلاد تاركة الشعب للجوع والمرض والتخلف.