يبذل الفاعلون بحزب الإنصاف من منتخبين وأطر وزعامات قبلية بكافة مناطق ولاية لعصابه جهودا مضنية لتسجيل أكبر عدد ممكن من الناخبين في المكاتب التي تحسب عليهم، وقد طار التسجيل بهذه المكاتب إلى أرقام قياسية زادت بالضعف في الكثير من البلديات عما وصلته في الانتخابات الماضية، وقد ساعد على هذا التضخم التسجيل عن بعد بالإضافة إلى ما يتردد عن تسجيل بالنيابة واسع النطاق.
وقد قامت المجموعات القبلية بتنظيم هجرات من المكاتب غير الأساسية بالنسبة لها إلى مكاتب جديدة بغية تسجيل أهداف هناك.
يأتي ذلك في أفق انتخابات ستكون ساخنة وسيحتدم الصراع فيها بين مكونات الحزب نفسه التي ستشهد انفجارا كبيرا بعيد إعلان الحزب عن الأسماء المرشحة ستذهب أغلبية شظاياه إلى الأحزاب الصديقة مع احتمال دعم المغاضبين لأي طرف يساعد في إحلال الهزيمة بالخصم المحلي ولو من داخل المعارضة.
هؤلاء يحبسون أنفاسهم قبل ساعة الحسم، وهم في إطار الصراع المحتم مستعدون للانتقام السياسي سرا أو علانية.
لا توجه القوم برامج أو رؤى أو مبادئ أو سياسات إنما تقودهم العواطف وبوصلة الحزازات الأهلية التي ما فتئت أحزاب السلطة تؤججها خدمة لأجنداتها المبنية فقط على إنجاح مرشحيها وهزيمة الطيف المعارض بأي ثمن.
وفي هذا الإطار لا يتوقع المراقبون أي مفاجآت تستحق الذكر وستنطلق تلك الترشحات من المحاصصة القبلية ثم محاولة استرضاء غير المحظوظين بتعهدات أخرى كما كانت تكرر دائما بعثات الحزب.
المواطنون المكتوون بكذب السياسيين و بنار الأسعار والعطش وغياب التغطية الصحية والتعليمية، قد يباغتون الطبقة المسيطرة بالتصويت في الكثير من الدوائر على تشكيلات معارضة صاعدة في أولها التحالفات التي أبرمها زعيم حركة إيرا وصاحب الرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الماضية في مناطق عديدة بالولاية مع قوى تقدمية راسخة القدم سياسيا.