منذ أكثر من أسبوعين ، تجوب مختلف مقاطعات لعصابه بعثة من حزب الإنصاف بقيادة الإداري المتقاعد أحمدو ولد الشيخ الحضرمي ، ومع تقدم الوقت والتوغل في أعماق الولاية ، ووصول الحشد والشحن والتهييج والتجييش القبلي والطائفي والعرقي ذروته ، يتضح أكثر عدم توفيق هذه البعثة في مهمتها وارتباكها ، ويكثر التساؤل عن طبيعة المهمة أصلا ويفتح المجال واسعا أمام المحللين بكافة أصنافهم ومختلف مستوياتهم ، لاستخلاص هدف محدد من هذه الجولة ، التي طبع الإرتباك كافة محطاتها وذلك حين أكد رئيسها في خطاب الافتتاح في كيفه ، أنهم جاؤوا لإيصال خطاب رئيس النظام "محمد ولد عبد العزيز" ، كما تجلى الإرتباك في محطات لاحقة ، كادت فوضى الحشد والهرج والمرج تخرج عن السيطرة وتصل درجة الاحتكاك العنيف بين الفرقاء ، ليجد رئيس البعثة نفسه محاصرا وسط الزحام ويُضطَر إلى استغلال وسيلة نقل غير التي كانت مخصصة له .
ويتوالى الإخفاق في مهمة بعثة حزب الإنصاف إلى لعصابه ، ويزداد الهدف منها ضبابية ليصل أعلى نقطة في منحنى الفشل ، حين أعلن ولد الشيخ الحضرمي من باركيول في آخر محطات جولته وفي خطاب فج ، أنهم في ( حزب الإنصاف النظام الدولة والدولة النظام الحزب ) يمتلكون من وسائل ما أسماه ب " الترضية " أكثر من مجرد مقاعد انتخابية محدودة العدد ، فهم يملكون التعيينات في المناصب السامية والمشاريع والسدود وشبكات المياه . حسب تصريح ولد الشيخ الحضرمي.
فهل كانت هذه هي أهم رسالة في مهمة ولد الشيخ الحضرمي إلى مناضلي حزبه في ولاية لعصابه أو على الأصح هي ثانية رسائله بعد رسالة ولد عبد العزيز التي أوصلها إليهم ؟
وهل كان تأخير رسالة " الترضية " حتى آخر المحطات مقصودا ؟
أم هل أخطأ الرجل في خطابه بباركيول في شرح فقرة من خطاب الرئيس في زيارته لولاية اترارزه حين قال ( إن الطموح مشروع بل هو مطلوب وأن المناصب الانتخابية مهما كثرت لن تسع جميع فرقاء السياسة وسيبقى الطلب فيها يفوق العرض والأهم هو تسيير المرحلة بحكمة وهدوء )؟
أم هل أراد ولد الشيخ الحضرمي أن يرد على القائلين بالتماهي بين الدولة والحزب بأن الحزب حاكم ومتحكم وبأنهم صدقوا في ما ذهبوا إليه ؟
وهل سيُسيل وعد " الترضية " هذا لعاب فرقاء السياسة في لعصابه من قبائل وأحلاف وشخصيات ، ويقبلوا به مخرجا من أزمة التزاحم على ترشيحات الحزب ؟
أم أن ردهم سيكون أعنف من رد الحمار حين ناجته " الشعرانه " همسا في أذنه ،ولم يدري أحد مادار بينهما ، إلا أن ردة فعله بتعالي النهيق وتتابع ضربات الرفس ، كانت أبلغ جواب بعدم الرضي بما قالته له ؟
وهل سيحمل مهرجان ولد "أييه " ولقاءاته المتوجة لنشاطات ولد الشيخ الحضرمي إجابات على بعض هذه التساؤلات ، التي آخرها : هل أن لحزب الانصاف شرطة لتأمين وصول وفوده إلى منصات المهرجانات بإغلاق جميع المداخل إليها ساعات قبل انطلاق الفعاليات ، أم أنها شرطتنا الوطنية التي هي في خدمة المواطن وستقف غدا نفس الموقف في مهرجانات جميع الأحزاب ؟
النهاه ولد أحمدو
22442289