طبيعي تماما أن يطمح سكان بلدية كيفه إلى حياة أفضل لمدينتهم؛ تبدأ من نظافة المدينة إلى تخطيطها وتنظيمها مرورا بتحسين الخدمات الأساسية وانتهاء بالعصرنة والمظهر الحضري اللائق، وهي الأماني التي لابد سبيلا إلى تحقيقها من موارد كبيرة وتعاون المواطنين ووعيهم بمصالحهم ونجاح كافة الأطراف في تجاوز العقليات الاجتماعية المعيقة للحياة المدنية.
ومن هذا المنطلق لا يرضى سكان هذه البلدية عن مستوى هذه الأشياء رغم مضي أكثر من ثلاثة عقود على قيام هذه المؤسسة.
ولاشك أن كل العمد المتعاقبين وضعوا لبنات في هذا البنيان تفاوتت في الأهمية .ومع ذلك لم تسعفني السن ولا تمام الإدراك ومتابعة الشؤون العامة أن أعيش كافة تفاصيل مسيرة هؤلاء، لذلك أود هنا فقط أن أبدي شهادة في حق العمدة الحالي لبلدية كيفه الدكتور جمال ولد كبود بصفتي أحد مواطني هذه البلدية المتابعين لشأنها وأجمل ذلك في النقاط التالية:
1- نجح هذا العمدة في قيادة فريق بلدي غير متجانس سياسيا تشكل المعارضة ما يقارب نصفه ومع ذلك عمل مع هؤلاء بمسؤولية عالية دون أن تشهد هذه البلدية أي أزمة داخلية على هذا الصعيد وذي المأمورية تشرف على الإنقضاء.
2- تم لأول مرة إصلاح الجهاز الإداري داخل هذه البلدية مما أدى إلى تقاسم الأدوار والصلاحيات بشكل حسن الأداء والدينامكية.
3- نجحت البلدية طيلة هذه المأمورية في تسوية الأوضاع المالية لعمالها وأضافت اكتتاب العشرات من عمال النظافة مما سمح بإعالة مئات الأسر الفقيرة في هذه البلدية.
4- نفذت البلدية العديد من المشاريع والمنجزات في كافة الميادين التي تهمها، وتم ذلك في جزء منه بموارد البلدية وبواسطة مشاريع الدولة المختلفة، وهي الأمور التي نشرت بشكل مفصل في الكتيب الصادر عن هذه البلدية وفي الحلقة التقييمية التي دعا إليها العمدة في السنة الماضية وحضرها عدد كبير من المهتمين وقادة الرأي بالمدينة.
5- اتبع العمدة جمال سياسية الباب المفتوح فكان مكتبه مكانا للنقاش وطرح قضايا المواطنين في كل وقت وحتى خارج أوقات الدوام.
6- سَاكَنَ هذا العمدة مواطني بلديته وأقام في المدينة كافة الفصول ولم يخرج منها إلا في مهمة تتعلق بهذه البلدية.
7- طرح هذا العمدة مشاكل بلديته بكل الطرق وفي كافة المناسبات ويشهد له الجميع بالجرأة في الطرح وعدم مجاملته في القضايا التي تهم المواطنين.
8- بذل جهودا جبارة في التغلب على مشكل الأوساخ وأشرف شخصيا على عشرات الحملات ووضعت بلديته خطة يومية للنظافة ،ولم يخف يوما عن المواطنين جسامة ذلك التحدي وعجز البلدية عن التغلب عليه وحدها ،وهو ما أدى في النهاية إلى جذب برامج مهمة على رأسها مدفن عصري للنفايات يجري بناؤه الآن كما استطاع هذا العمدة اقتناء وسائل ومعدات هامة للنظافة يشاهدها كل من مر بهذه البلدية بعد أن كانت تفتقر لكل شيء فيما سبق هذه المأمورية.
9- تميزت هذه البلدية أكثر من أي وقت مضى بتسيير ما كلفت به من مشاريع بشفافية كبيرة وخص العمدة الفقراء والفئات الهشة بالكثير من الاهتمام، وهو ما يشير إليه تعلق هؤلاء به ورضاهم عنه.
10- تحلى هذا العمدة بدرجة كبيرة من الأخلاق ومن حسن تسيير العلاقات واستطاع أن يجذب قلوب كثيرين ويحار الناس هناك من نجاحه الباهر في مساواته بين كافة المواطنين دون أي اعتبار للون أو الجنس أو الفئة.
لقد تحقق ذلك في ظروف استثنائية كان أقلها وقعا سنوات كورونا، وما تبعها من ارتدادات اقتصادية واجتماعية خطيرة.
إن منح مأمورية ثانية لهذا العمدة سوف تسهل مهمة حزب الإنصاف في الفوز بصفة مريحة ودون كثير أتعاب، وهي أيضا فرصة لأن يستمر الرجل في تطبيق برنامجه المتناغم حقا مع المشروع الاجتماعي لرئيس الجمهورية.
العتيق ولد سيد المختار