في مشهد مسرحي بائس، يترجم المستوى الرديء لتعاطي الإدارة مع الشؤون العامة والاستهتار بعقول المواطنين وازدراء مشاعر الرأي العام ،يقوم والي لعصابه من حين لآخر بما يسميه "بالزيارات المفاجئة" للمصالح الخدمية بهدف التفقد والاطلاع والوقوف على حقيقة ما يجري داخل هذه المرافق، فماذا يحدث؟
قبل ذلك بيوم أو يومين يتم إخبار المسؤول الأول بالزيارة "المفاجئة" ليجد الوقت الكافي للتحضير.
حينئذ يُؤمر كافة العمال بالحضور ويتم تنظيف المكان بشكل جيد، ثم يقام بترتيب كل الأشياء وتجهيز ما أمكن ثم يتلقى العمال التعليمات بلبس أزيائهم العملية وأن يظهروا بمنتهى الجاهزية والاستعداد.
يُنفض الغبار عن الرفوف والأدوات وتُزاح خيوط العنكبوت عن الدواليب ثم تُحيد الكراسي المتكسرة وما تناثر من أوساخ وتتم التغطية على عجل على كافة السوءات مهما كبرت.
الوالي يعبر عن سعادته بهذا المشهد المهيب الذي حصل صدفة مما يعني أن الوضع في كافة الأيام يسير على هذا المنحى الجميل.
السيد الوالي يعرف ما حدث بالضبط ، والجميع شاهد على فصول المسرحية، ومازال المرفق يسمع قرع نعال الزائر وهو يخرج من المكان يعود الحال إلى ماكان قبل الزيارة المفاجئة.
هل يمكن بناء دولة بهذه الأكاذيب؟ هل يليق بنا كبشر التصفيق في هذه الجوقة التعسة؟
متى نتعفف عن مثل هذه الأساليب الهدامة المُفْضِحَةِ.
هذه لسيت زيارة مفاجئة ، دروس هدامة تُلقن للناس كي تسود قيم الانحراف والغش والتدليس.
التحرير
