تعد بلدة "كرمدي" الواقعة على بعد 10كم إلى جنوب من مدينة كيفه آخر مواقع شجر "أوروار"، في المقاطعة ، وقد عُرفت هذه المنطقة تاريخيا بوفرة إنتاجها من الصمغ، حيث حمتها السلطات المستعمرة واتخذتها حقلا خاصا منحته عناية كبيرة ، فجنت منه محاصيل هائلة صُدرت للخارج في ذلك العهد، كما كانت مصدر رزق للكثير من السكان المحليين.
ومع ضربات الجفاف والنشاط المدمر للفحامين و تراجع الجهات الرسمية
عن الاهتمام بهذا الشجر تضرر هذا الجيب الطبيعي بشكل كبير حتى كادت أشجاره تنقرض لولا عناية بعض أهالي المنطقة وقيامهم بمراقبته مجددا والمحافظة على ما بقي من هذه النبتة الحيوية.
مهتمون بالتنمية المحلية ومناصرون للبيئة يطالبون اليوم السلطات العمومية وخاصة قطاع البيئة ومشاريع التنمية الزراعية بالولاية التدخل العاجل والقيام بما يلزم من أجل تدارك القليل المتبقي من هذا الشجر؛ وذلك بحمايته وتعهده ، بالإضافة إلى غرس هذه الأشجار وتحويل هذا المكان إلى حقل منتج كما كان في العقود السابقة.
إن قرب هذه المنطقة من عاصمة الولاية
وملاءمة بيئتها لهذا الشجر تفرض على كل القطاعات المعنية المبادرة لبعث هذه الغابة مما سيجلب منافع اقتصادية هامة تمس حاجة الأهالي إليها؛ فضلا عن الفوائد السياحية المترتبة على ذلك.
للصمغ العربي العديد من الفوائد والاستخدامات فهو يدخل في مجموعة من الصناعات الغذائية والمستحضرات الطبية والتجميلية، وهو أيضا مكون مهم في صناعة الطلاء والألوان واللصق.
وللتذكير فإن أفريقيا تعد المصدر الرئيسي لإنتاج الصمغ العربي وتحديداً دولة السودان التي تعتبر الأولى على مستوى العالم في إنتاج وتصدير الصمغ العربي منذ خمسينيات القرن العشرين، لتأتي موريتانيا والصومال والسنغال ونيجيريا كأهم الدول المنتجة والمصدرة للصمغ العربي بعد السودان.