خلال السنوات الأخيرة اعتاد بعض الفاعلين في مدينة كيفه أن يقود عند مغادرة أي وال حفلا لتوديعه وجر الناس بكل الطرق للتجمع في إحدى القاعات الكبيرة للتباكي على هذا الوالي الذي استحق التكريم لحسن أفعاله وكريم أقواله ولحصيلته المشرفة.
ونظرا لتنظيم هذه التظاهرة من طرف "مقربين" لكل مغادر مهما كانت كانت أفعاله بالولاية فقد باتت أسلوبا هجينا تافها لا ينفع الوالي ولا يقنع الحاضرين، ولا يكسب الفاعلين أية مهابة.
السؤال الجوهري في هذا الصدد هو متى يستحق والينا المغادر التكريم ؟
حين يقضى مأموريته بيننا وهو مسؤول.
حين يتعفف عما بأدي المواطنين وما تحت تصرف معاونيه.
حين ينجح في حل المشكلات التي ورثها عن أسلافه أو قامت في عهده مثل المشاكل العقارية وحزازات القبائل ومجموعات الضغط.
حين لا يدخل داره بعير ولا جدي ولا نعجة ولا مخلة أوأي ملفوف تحت الجناح.
حين لا يكون مكتبه مجلسا للفضوليين وقهوة يتعاطاها كؤوسها النافذين والأغنياء والمشعوذين، ومنزله مكانا لأصحابه ومعارفه وصديقات زوجته.
حين ينجح في الدفع بالمشاريع والبرامج التنموية وحين يحسن من أداء الخدمات العمومية ويحول مرافق الدولة إلى خدم للشعب، و حين يتمكن من إحضار ولايته في القرار الوطني.
حين يعمل بروح الفريق مع معاونيه ويفتح الولاية أمام الجميع فيكاشف الكافة ويُسَير أمور الشعب بكثير من الشهود وتحت أضواء ساطعة.
حين يكون واليا مثقفا متمدنا يتعاطى مع كافة الأطياف السياسية بالتوازن والإنصاف والحيادية.
حين يقود الشأن العام بالولاية إلى تغيير حقيقي في التنمية والمسلكيات فيضع بصمات واضحة تجعله مختلفا عن أسلافه فاستحق التكريم.
التوديع المجاني لولاة لم ينجزوا أكثر من توقيع نسخ الجنسية هو أسلوب غوغائي تعس وهو أحد أوجه التخلف والتردي الذي ترْكُنُ فيه هذه المدينة وأوحلها في ذيل القائمة وجعل أهلها مثار السخرية عند الرسميين.
وكالة كيفه للأنباء
