عاد ما بات يعرف بالفاعلين السياسيين من وجهاء ومنتخبين وأطر إلى مقاطعة كيفه وغيرها في مختلف مناطق ولاية لعصابه ، فبدأو باستنفار قبائلهم ومجموعاتهم السياسية لإبلاغهم وتحسيس السلطة بأنهم لازالوا موجودين ومتمسكين بمقاعدهم حتى النهاية سواء كانت تعيينية أو انتخابية.
لا ينتهي ضجيج هؤلاء ولا يضيعون أي فرصة لعقد اجتماعاتهم هنا وهناك؛ ظاهرها في أحايين هو لم الشمل ووحدة الجماعة ودعوتها للوليمة ،وباطنها هو دق جرس الانتخابات التي أصبحت قريبة.
كل منتخب يطمع في الإعادة، وسبيلا إلى ذلك يلوي إلى الأقربين ثم يحاول إيهام السلطة والحزب بقوته وباجتماع الناس حوله لذلك يبقى هو الأصلح.
هؤلاء وجدوا في الحملة الزراعية مرتعا لتمرير الرسائل عبر تحويل ساحات الحقول إلى مهرجانات لدعاية فجة للزراعة لا يقدمون فيها شيئا للفلاحين ،وعبر استعراض مسرحي مكشوف يعلنون دعم السلطات وتوجهاتها ويروجون لمنجزات الرئيس؛ ذلك من أجل أن يقتربوا إلى الترشيح زلفا.
لا يهم الواحد من هؤلاء ما يحمله من إخفاقات حين جربته الجماهير فخدعها ونهب خيراتها، ولا يكترث بما يثار حوله من فضائح واتهامات، ولا يلقي بالا وهو الذي يعرف أنه بات صفحة سوداء!
يعي هؤلاء جميعا أن السلطة في أعلى دوائر الدولة والحزب لا يهمها رصيد المنتخب أو أداء الوجيه أوالإطار أو ما بناه لصالح الشعب. الهدف واحد هو استمرار الواقع كما هو وتمكين حزب السلطة من الفوز ، والحفاظ على علاقة حميمية مع القبائل ورموزها ومع رجال الأعمال والنافذين والمشعوذين!
لا تمثل الكفاءة والمصداقية والمردودية لدى هذه السلطة أي قيمة بقدرما ترشح وتبجل من يضمن الولاء ويسوق الشعب المسكين ويعبث بالمقدرات ويحتقر الديمقراطية!
السكان المطحنون بالجوع وكافة ألوان المآسي حولهم تحالف السلطة مع القبائل والمال إلى دمى تافهة لا تستفيد من درس ولا تأخذ العبرة من أي تجربة؛ لذلك تحول هدف العملية السياسية برمتها إلى منتصر ومهزوم؛ أما مسألة المنجز لصالح الشعب فليس هناك من يرفع مبدأ أو برنامجا أوقضية في ذاك الاتجاه!
إنها تفرض المنتخب على الناس فرضا فيضحي متحررا من أي عهد أو التزام. إنه نتيجة لعبة قذرة وليس خارجا من رحم الشعب!