بالمنطق المجرد لا شيء يذم لذاته، إلا الظلم، وبالمنطق المجرد لا أحد يرفض مؤازرة أي مظلوم ولو بالكلمات للمساهمة في التخفيف من وقع آلامه حتى ولو كانت تلك ألآم غير محسوسة ، أو كان ذالك التعاطف معنويا، وهو بالمناسبة أكثير تأثيرا في النفوس سلبا و إيجابا
اليوم يتعرض الحمالة للظلم في أهم مدينتين أنواذيب ونواكشوط وهم لأمانة حجر الزاوية وسر بقاء هذا البلد على قيد الحياة، ذالك أن كل ما فيه مستورد وقد وصل إلينا على ظهورهم، وبدل العرفان لهم بالجميل وجدوا أنفسهم وببساطة عرضة لتنكيل بعد أن خرجوا كما الجميع للتعبير عن مأساتهم و أرادوا وبعزم في ما يبدو أخذ حقوقهم من مغتصبيها وبالقانون، وبشكل سلمي عبر التظاهر والإضراب
اليوم يتعرض الحمالة للاستفزاز والإرهاب على أيدي قواتنا ألأمنية، وبقمعهم تطفوا قضية أخرى وعن جدارة على سطح بحر من المظالم التي غدت قاعدة كل ما عداها هو ألاستثناء، وبتداول مأساتهم سيتصدر المشهد ألإعلامي مهتمون كثر أو هكذا يفترض أن يكون، سيتحدثون وسيدينون ويستهجنوا وينكروا ويستنكروا ما جرى
رغم أن ما جرى ويجري ببساطة وربما بفظاعة وليس في ذالك جديد يعكس وبدقة وبمصداقية نمط التفكير الذي اعتدنا عليه والعقلية التي تحكمنا والدولة التي يراد لنا أن نرضى أذلاء بالعيش فيها و تحت رحمة ونزوات مسئوليها، على تنوعهم وتعددهم وتداخل مهامهم وصلاحياتهم الهلامية،
و رغم أن ما جرى ويجري ببساطة وربما بفظاعة وليس في ذالك جديد، يعكس نوعية الظلم الصارخ الذي عانينا ونعاني منه في مختلف ألأحوال والمجالات كشعب وكأمة ،
ورغم أن ما جرى ويجري ببساطة وربما بفظاعة وليس في ذالك جديد يمثل تجاوزا نحن معتادون عليه، وغبنا رزحنا تحت وطأته لعقود،
ورغم ان ما جرى ويجري ببساطة وربما بفظاعة وليس في ذالك جديد يعكس حقيقة تكالب وتقاعس أنهك البلاد والعباد و الأنكى وألأمر من ذالك كل أنه لا يقع علينا كمواطنين و ليس حصرا من قبل: ما تعارفنا على تسميته بالنظام وحسب و إنما من قبل مختلف فعاليات مجتمعنا المدني والسياسي من معارضة ومساندة ومشرعين وقانونين ومثقفين وكتاب وهم كلهم النظام ، وتلك بديهية غفلنا عنها رغم أنها تمثل بعض من أساس القضية بل كل القضية ، حيث ظل تكريس التعاطي السلبي مع ألأزمات هو المنطق الدائم بهدف استغلالها من قبل الكل و ودون أي استثناء للمصالح الضيقة عبر حلول تصاغ في أحسن ألأحوال بعقلية الحقن المهدئة وبمنطق شراء الوقت بانتظار صدفة أخرى لا يجيد فاعلينا غير انتظارها.
مع ذالك فان ألإدانة وهي كل ما سيفعله الجميع اليوم نحن جميعا مطالبون بها أكثر من أي وقت آخر عبر التعبير الصريح عن الرفض المطلق لكن على نحو استثنائي يربط الموضوع كما هو مرتبط فعل بقضية السلم ألاجتماعي عبر كلمات منتقاة وبتوازن دقيق يبتعد عن التكلف ويكتفي بالحث على ضرورة حل القضية بمعزل عن أي استغلال لها
فذالك هو ما سيشفع للجميع لو تم وهو وحده يفي بالغرض ويعكس في ألآن ذاته وينشر بين المجتمع وعيًا بمخاطر مثل هذا النمط من التعاطي ألأمني المرفوض لذاته أولا
وثانيا لكونه يمثل في هذه الحالة تصرفا غير مسئول قد يفهم منه ولو شكليا استهداف فئة أو شريحة بعينها فئة شاء امتحان ربك أن يكون أبنائها هم غالبية ممتهني هذه المهنة ولأسباب ليس هاهنا مقام الحديث عنها، ذالك أن مثل هذا التصرف الفوضوي الذي اعتدنا عليه إزاء أي أصحاب مطالب قد يؤدي في هذه الحالة استثنائيا وبسهولة إلى خروج إلإحتجاج عن سياقه وفي الوقت الخطأ ليجعل منه حدثا بذاته حدثا له ما بعده، حادثا يجعلنا جميعا وبغير قصد نقف على فوهة بركان وتلك حقيقة كبرى يلمسها المتابع وبصمت ونعبر عنها ألآن هاهنا مرغمين قبل فوات ألأوان دون أي تهويل وإنما تقريرا لواقع،
واقع نريد أن نحث على التفكير الجاد بهدف احتوائه ولو لمرة من اجل موريتانيا ، فالتفكير الهادف والمواقف العقلانية ذات الطابع ألإستراتيجي المستوعب للأخر هي وحدها الضمانة التي ستمكننا من أن لا نكون مساهمين أو شركاء بالقول أحرى بالفعل في خلق ظروف يقول المنطق انه، يوجد دائما في الداخل والخارج من هو على أتم ألاستعداد لاستغلالها.
حفظ الله موريتانيا
إبراهيم مختار ولد عبد الله مراقب وناشط مدني