بعد دعوة الرئيس لمحاربة البذخ 500 أوقية مهرا لبنت أكبر أثرياء موريتانيا(فيديو)
في مسجد ابن عباس الكبير في العاصمة نواكشوط، قرأ إمام الجامع مراسيم العقد الشرعي بين الشابة سارة بوعماتو، والشاب أحمد محمد غالي، ينتمي هذان الزوجان إلى أسر ثرية، فالزوجة بنت أكبر أثرياء البلاد، وأحد أبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية في موريتانيا وغرب إفريقيا بشكل عام.
والزوج الشاب هو ابن الوزير السابق محمد غالي ولد الشريف وهو أيضا شاب ثري.
بعد انتهاء العقد، طلب والد الزوجة مهر ابنته، وتسلم أربع ورقات نقدية بقيمة 500 أوقية جديدة لكل ورقة، أي ما يناهز تقريبا 55 دولار لا أكثر.
ومنذ تداول فيديو يوثق استلام المهر، بدأ نقاش مثير في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذا المهر الزهيد الذي استلمته أسرة أثرى رجل في البلاد.
ويملك بوعماتو سلسلة مؤسسات اقتصادية داخل وخارج موريتانيا من بينها مصرف، كما يدير مؤسسة خيرية يتبع لها مستشفى خيري أيضا، وسبق أن تبرع لبلاده خلال جائحة كوورنا بمبلغ مليار و100 مليون أوقية أي ما يناهز 3 ملايين دولار
وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من دعوة رئيس الجمهورية إلى محاربة البذخ والإسراف في المناسبات، وهو ما نتج عنه تنصيب لجنة حكومية برئاسة الوزير الأول من أجل الحد من مظاهر الإسراف التي تصاحب حفلات الزواج في موريتانيا.
وأصدر مجلس الإفتاء بيانا مطولا دعا فيه إلى محاربة البذخ والإسراف جالبا عديد النصوص الشرعية في مواجهة هذه الظاهرة.
وفي الداخل الموريتاني بدأ الولاة والمسؤولون التعبئة والتحسيس ضد مظاهر الإسراف، كما عقد الوزراء لقاءات موسعة مع الموظفين لحثهم على "ترك الإسراف في المناسبات"
وتأتي هذه الدعوات وسط حالة اقتصادية صعبة يمر بها الموريتانيون نتيجة تأثير الأزمة العالمية للغذاء، وارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية
وجاءت دعوة الرئيس الغزواني إثر تداول عدة فيديوهات صاخبة تظهر حالات عالية من البذخ، من بينها فيديو لزواج نجل ضابط رفيع في الجيش الموريتاني، ظهرت فيه إحدى الفنانات وهي تستعرض تكاليف الحفل والزواج والتي ناهزت حوالي 24 مليون أوقية أي ما يناهز 70 ألف دولار
وتباينت آراء الموريتانيين حول مهر" زواج العشرين ألف أوقية" حيث دعا المدون عبد الرحمن ودادي الموريتانيين إلى تقليد رجل الأعمال بوعماتو، خصوصا أن أسباب البذخ كانت دائما تقليدا للأثرياء" يميل الناس لتقليد كبار رجال الاعمال ولو كلفهم ذلك الكثير مما لا يطيقون أتمنى أن يقلدوهم هذه المرة في تيسير الزواج وتقليل التكاليف على الشباب، ألف مبروك للعائلتين وجزى الله محمد ولد بوعماتو خيرا وبارك للزوجين
وكتب المدون مودي انجاي "من بعد بوعماتو ؟
ننتظر نماذج من رجال أعمال آخرين أكيد سيكون لهم الأثر الإيجابي الكبير على المجتمع للحد من ظاهرة البذخ و الإسراف في المناسبات الإجتماعية
وتساءل مدون آخر "أيهما أحسن أن تحصلي على مهر بقيمة مليون أوقية لتعيشي بعد ذلك في بيت بالإيجار بحثا عن قوت يومي، أم تحصلي على مهر 20 ألف أوقية ثم تنتقلين بعد ذلك إلى عيشة رغدة وبيت مملوك"
أما المدونة اليسارية المدافعة عن قضايا المرأة سومه محمد الولي فقد كتبت "تسقط الأبوية، و البرجوازية و زيجات المصلحة، و ضحكات الرجال المتعالية فوق مصالح النساء"
البذخ يطيل أمد العنوسة
يعيش المجتمع الموريتاني منذ عقود تحت رحمة العنوسة والعزوبية، وذلك بسبب تكاليف الحياة المعقدة، والمتزايدة، إضافة إلى العادات الاجتماعية، التي يظهر منها نوع جديد كل فترة، وتؤكد مصادر شبه رسمية أن نسبة العنوسة تتجاوز 70 % بين الفتيات الموريتانيات ما بين 18-40 سنة، وتقاربها نسبة عزوف الشباب عن الزواج بسبب التكاليف والبطالة.
وتتعدد أسباب العنوسة في موريتانيا، فمن بينها:
الزواج الداخلي الذي يفرض على كثير من المجتمعات التقليدية عدم تزويج بناتها خارج محطيهم وقراباتهم الاجتماعية
التفاوت الطبقي الذي يفرض غالبا على الموريتانيين حصر الزواج في الدائرة العرقية الضيقة.
العادات الاجتماعية التي صعبت الزواج
انتشار الطلاق بشكل هائل في موريتانيا واحتفاء المجتمع بالمطلقة في الأيام الأولى لمغادرة عش الزوجية قبل أن يتركها بعد ذلك تواجه مصيرها.
rimafric
وكالة كيفه للأنباء - AKI 2022-08-05 13:01:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article34723.html