استبشرت العديد من كاشفات احزان آفطوط خيرا، و فرحت فرحا شديدا،و ازينت بأحسن حلة لها، استعدادا لقدوم رئيس الدولة، لتبث اليه اشجانها،و تشاركه بعض ما تعذر عليها ان تقهره من احزان آدواب آفطوط،و هي التي قهرت احزان سكان هذه الآدوابه سنينا طويلة،و عقودا مديدة.
غير بعيد منها جلس سيدها( الجباب)، يحرك اصابعه استعدادا لوصلة تدريبية للعروض المتميزة التي سيستقبل بها الرئيس في مخيم الاستقبال الذي تصوره ساحة يصول،و يجول فيها،و الرئيس يحييه بكلتا يديه تقديرا لمجهوداته في رسم بسمة تدفعها نشوة بصوت النيفاره على وجوه شاحبة رسمت التجاعيد مورفولوجيتها على شكل اقواس،و منحدرات،و حفر و قيعان عكس تضاريس المنطقة السهلية التي تسكنها، لكن كل هذا الامل "الآفطوطي"،و الاستعداد "النيفاراتي"،تلاشى في لحظة زمن بخبر صاعق مفاده ان الرئيس الغى زيارته لهذه المحطة.
من يواسيها غير سيدها يضع احزمته، و جندريته في معصمته،و ينفخ فيها فتصدر نغما موسيقيا ينطلق صداه في اودية آفطوط،مهيجا ذكريات المواسم السعيدة، في حفلات الاعياد،و الزرع،و الحصاد.
انها رسالة قاهرة احزان آفطوط الى السيد الرئيس،فهل سيزورها قريبا،و يرضيها،و تسعده بالحانها؟ ام انه سيبقى يمنيها؟
من صفحة المفتش عال ولد يعقوب