بطموحه العالى علو الأبراج ، وهمته السامقة سموق المنارات؛ امتهن البناء فما سجل له فشل.وضع اللبين والبلاط فأدفأ وأظل.وصار له ذكر أينما حل وارتحل.بداية حافلة لنهاية بائسة.
هكذا إذن بدأ لخليفه ولد إفكو حياته المهنية و لما يزال يومها شابا في مكتمل العمر لم يذق بعد من طعم الحياة إلا قليلا. وحين بدأ التحصيل صار يفكر فى الوصول إلى عش الزوجية هجر عالم العزوبية .وجد طريقه لذالك سالكا .ووقع اختياره على امربيه بنت امحيميد.كانت أكبر منه سنا و لها عيال قبله رضي بها على حالها بالرغم من اعتراض أهله على زواجها .أ
حسن إليها ؛فربى لها أبناءها الخمسة وأنفق عليهم بسخاء.بعد أن لم يجدوا من أبيهم الحقيقي غير التسمية والإنتساب.كان لخليفه يفتح مسكنه للجميع فيقري الضيف ويحسن إلى جيرانه ويوسع على عياله و يقوم فجرا إلى عمله فينكب عليه بكل جوارحه فيتقنه ويرضي زبنائه ويجتذب آخرين.
و في لحظة من اللحظات وقبل خمسة عشر عاما وبينما الخليفة فى أحد أيامه يزاول بعض أعماله اليدوية و بجده المعهود.فجأة شعر بألم في يده متسللا إلى ساقه ورجله. السبب لم يدر ماهو كما لم يدر أنها بداية لإصابة بمرض الصرع .فأصبح طريح الفراش لاحول له ولاقوة تصرفه أيد أخرى كما شاءت لكن حظه كان سعيدا بأن كانت يد زوجته الوفية المحتسبة.أمربيه بين تلك الأيدي والتي صبرت عليه طوال هذه الحجج صبرا كصبره هو علي المرض فى مايشبه صبر أيوب؟
وذلك إنما بفضل حفظه لها فى الرخاء فردت عليه بأحسن منها وحفظته في الشدة.لحظة إصابته بالمرض.
توجهت به إلى العلاج ظنا منها أن للمرض علاج.ذهبت به إلى الطب الحديث.وجربت الطب التقليدى .ولم توفرعلى نفسها الذهاب إلى المشعوذين والكهنة.وكل ذالك للأسف كانت ترضي منه بغنيمة الإياب.
يقبع لخليفه ولد إفك.في عريش من الأخبية يقع فى حي العنكار بمدينة كيفة.وحقا فإن ماكان للخليفه من حكاية محزنة بدأت كما بدأت .فإن لزوجه حكايات وحكايات.لم تستطع سرد بعض تفاصيلها بعد أن باغتتها الدموع المنهمرة.أوقات ولحظات عاشتها وهي تكابد الحياة لوحدها.منفقة على عيالها وعيال بناتها من المطلقات والأرامل.
حكاية سمعناها وحق لها أن يسمعها ويقرأها الآخرون من أصحاب بذور الأمل ليزرعوها هنا في قلب معاناة هذه الأسرة.
لم يتلق لخليف معونة من أي جهة حكومية أو بلدية أو غير ذلك.ليبقى قلبه معلقا بخيط أمل ينتظر التفاتة من ذوى القلوب الرحيمة لإخراجه من عزلته بعد أن صار يعاني من صرع وشلل تام و فقر مدقع وحرمان .(انقر الفيديو)
http://www.youtube.com/watch?v=jEu1...
أفنى لخليفه شبابه وقوته في خدمة هذا البلد قفدم الكثير دون كسل أو تملق أو اتكالية و لما
رمى به القدر على ذلك الفراش نساه الجميع و ضن عليه و طنه موريتانيا بكل شيء .
عساه و هو الصابر المحتسب المظلوم أن لا يدعو على هذا الوطن في جوف الليل ، فلخليفه يفتح مذياعه بشكل دائم ويعلم جيدا أن بلده موريتانيا يصدر الذهب .