ذكرتني وضعيات مدارس ريفية مختلفة بولاية لعصابه بحقائق تغيب عن أغلب المتابعين فيسارعون إلى تحميل المسؤولية للإدارة وغير ها من الجهات الرسمية ، وهنا أنبه إلى أن سكان القرى الريفية بولاية لعصابه في سعيهم إلى الافتتاحيات التعسة يتعهدون بتوفير مكان مناسب لتدريس التلاميذ أيام دراسة ملف المدرسة، وفي نهاية المطاف يتكشف أن ذلك هو مناورة فقط من أجل الضغط على الوزارة لفتح المدرسة.
هذه المدارس غير المفيدة لا تتوقف رسائلها و لا يتوقف أصحابها عن الضغط من أجل فتحها و يتبعون في ذلك شتى السبل و يضغطون بشتى الوسائل و الطرق كأنهم يريدون العودة بالمنظومة إلى عهد (معلم الفلانيين، و مدرسة الفلانيين)
تتواجد بولاية لعصابه قرى كثيرة متناثرة على جنبات الطريق و الناس هنا لديهم طريقتهم الخاصة في السكن و التقري، و بالإضافة إلى نقص الوعي لدى غالبية سكان القرى الريفية تبذل الحاضنة الاجتماعية للأسر و المجموعات جهودا معاكسة لإبقاء الوضع على ما كان عليه منذ أكثر من عقدين من الزمن، بعبارة أخرى كل شيخ قرية يحلم بمدرسته الخاصة حتى و لو كانت تقع بجانبه مدرسة أخرى قائمة فإنه يظل متمسكا بحلمه لأن تلك المدرسة للفلانيين و ليست لنا...
ثم إن العمد و الوجهاء و الزعامات التقليدية و السياسيون كثيرا ما يقومون بتدخلات لا تفيد قطاع التعليم كثيرا بل تزيد الطين بلة و تعقد المشاكل و تتسبب في إنتاج وضع يكون فرصة لتندر المتندرين و تدوينات المدونين كأنهم يريودون ببعض الحيل فرض الأمر الواقع على الدولة و على الوزارة.
وحين لا يجدون الاستجابة من المصالح المحلية للتعليم التي هي أدرى بالواقع وأعرف بنجاعة ما يطلبون فإنهم يقفزون إلى مستويات أعلى فيأتي الافتتاح من مذكرة صادرة عن الوزير أو الأمين العام في تصرف بعيد عن المسؤولية ومضر تماما بالعملية التربوية ومستقبل الأطفال.
وفي جميع الحالات فإن الأهالي هم المسؤولون عما تؤول إليه أحوال مدرستهم حين فرضوا على الدولة هذا الأمر.
صحيح أن هذه الدولة يجب أن تبقى عصية على الابتزاز ، ومتمنعة على ضغوط رجال السياسية والقبائل وهي الأدرى بمصالح الشعب، لكن فقدان الوعي لدى السكان يربك جميع المشاريع ويخلق الكثير من الاختلال.
عبد الله مولود معلم متقاعد