أخذت قضية رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو منعطفا جديدا بعد دخوله شخصيا إلى الحلبة. بيانه الذي وزع على الصحافة تحت عنوان بيان مقاومة، يشكل هجوما بكل المقاييس على كل الجبهات. لكن لم يستهدف الجميع. وقراءة البيان لا يمكن أن تكون مجدية إلا أخذنا بعين الاعتبار من لم يرد ذكرهم.
امبراطورية كبيرة ومعقدة لا يمكن الإحاطة بها، لكن كل هؤلاء الموظفين والمسئولين على تنوعهم يستهدفون الرجل الأقوى في موريتانيا وعلى المسرح المغاربي الغرب إفريقي أو حتى خارج القارة الإفريقية.
بدلا من ذكر خصمه بالاسم اختار ولد بوعماتو أن يطلق عليه لفظ ’السلطة’ تلك التي تستخدم البنك المركزي من أجل إركاع المنشآت التي لا تقبل الانحناء أمام الظلم والتعسف. لقد كان من السهل قطعا في مناخ مليء بالشخصنة في هذه القضية على أعمدة الصحافة منذ انفجارها أن يوضع اسم ’صاحب السلطة’ في البيان.
وعلى أية حال فإن أبناء الظلم والتعسف يقعون تحت عناوين أكثر تشعبا مما يسمح لولد بوعماتو أن يستخدم لفظ السلطة. ولد بوعماتو لم يفرغ بعد ما في جعبته. بل يجب انتظار المزيد من هذا الرجل المهذب والمثقف.
بدلا من تسمية الرأس اختار هذا المنافس العنيد اليد التى يبطش بها الرأس، محافظ البنك المركزي. وهو في الواقع لا يعدو كونه أداة بين يدي السلطة، ولا يتورع عن انتهاك قواعد مهنته، ولذلك فقد حمل بوعماتو البنك المركزي المسئولية عما يحدث مما هو مناقض لنصوص البنك المركزي، من حرمان للبنك العام لموريتانيا من العملة الصعبة وسحب الودائع منه إلى آخره...
ويذهب رجل الأعمال أبعد حين يتهم المحافظ بوضع اليد افتراضيا على ودائع البنك لدى المركزي وحجزها لأغراض خاصة معروفة على حساب الاقتصاد الوطني وزبناء البنك العام. وهو ما يشكل علامة على إمكان أن تكون هناك متابعة قضائية دولية أو على الأقل عمل سياسي في الداخل يهدد منصب المحافظ.
$
وسنرى كيف سينظم ولد بوعماتو معركته بعد أن حدد علنا الأعداء وأشار بوضوح إلى الجبهات.
Le calame N° 873
ترجمة الصحراء