تواصل أعمال ورشات الأيام الوطنية للتشاور حول إصلاح النظام التعليمي
وكالة كيفة للأنباء

تتواصل لليوم الثالث بقصر المؤتمرات الجلسات الوطنية للتشاور حول إصلاح النظام التعليمي برئاسة السيد الشيخ سعدبوه كمرا رئيس جامعة انواكشوط، المشرف العام على الجلسات.

وانطلقت أعمال الورشات المتفرعة عن هذا اللقاء والبالغ عددها 12 ورشة لنقاش جملة من العروض والمواضيع من بينها "تشخيص النظام التربوي الموريتاني والدروس المستخلصة من مختلف الإصلاحات"، و"مدرستنا: الرؤية والغاية"، و"التوحيد الفعلي للنظام التربوي الموريتاني"، و"ترقية التربية على المواطنة"، و"الإنصاف المدرسي والدمج بوصفهما من دعائم المدرسة الجمهورية"، و"التعليم الأصلي- محو الأمية".

وأوضح السيد الشيخ سعدبوه كمرا، أن المشاركين في هذه اللقاءات جاءوا من أوساط ومشارب ووجهات مختلفة يجمعهم هدف واحد هو السعي في المصلحة العامة من خلال إصلاح هذا النظام التعليمي، مشيرا إلى أنهم سيبذلون قصارى جهدهم من أجل أن تقدم هذه الأيام التشاورية النتائج المرجوة منها.

وأضاف أنهم وانطلاقا من أن نتائج أعمالهم ستبقى رصيدا للأجيال القادمة سيبذلون قصارى جهدهم في إطار عمل الفريق الواحد على أن يقدموا ما أمكن من اقتراحات وتوصيات تساهم في إصلاح النظام التعليمي بصفة عامة.

بعد ذلك قدم المشاركون مقترحاتهم ليتم التعليق عليها في جلسة عامة في القاعة الكبرى، حيث أشبعت هذه العروض بالنقاشات والاقتراحات من أجل الخروج بالنتائج المطلوبة.

وعلى هامش هذا اللقاء استطلع مندوب الوكالة الموريتانية للأنباء آراء عدد من المشاركين في هذه النقاشات حول أهمية هذه المنتديات وما ينتظر منها، حيث أوضح السيد با حمادي الحسين، رئيس الاتحادية الجهوية لرابطات آباء التلاميذ والطلاب، أن هذا اللقاء خلق جوا إيجابيا تنصهر فيه كافة الأفكار الوطنية الهادفة إلى بناء منظومة تربوية موحدة تتميز بالفعالية والتركيز على تحسين وجودة العرض التربوي.

وقال إن تنظيم هذه الأيام يبرهن على وفاء فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بتعهداته في مجال إصلاح التعليم بصفة شاملة، مما سيساهم في تصحيح الخلل الذي كان موجودا في المنظومة التربوية الموريتانية التي ظلت في الحقب الماضية تطبعها الضبابية وعدم وضوح الرؤية وغياب الأهداف.

وأكد في هذا الصدد أن اللقاء يعتبر فرصة لخلق منظومة تربوية أكثر فعالية وانسجاما مع الاهتمامات الوطنية.

وبدوره أكد المفتش، محمد عبد الله بينا (خبير في المجال التربوي ومدير جهوي سابق للتهذيب في عدة أماكن) أن المشاركين ينتظرون من نتائج هذه المنتديات أن تشكل إجماعا وطنيا حول مواصفات المدرسة الوطنية التي من شأنها إعداد مواطن موريتاني يحمل ويمثل ثوابت المجتمع وقيمه وقادر على إعادة التصور حول نوعية المدرسة التي يريدها المجتمع والحاملة لمشروع هذا المواطن.

وقال إن هذا الأمر يتطلب إعداد المدرس الذي يتولى هذه المهمة من حيث شروط الاكتتاب والتكوين الأولي والمستمر على أن يكون ذلك في إطار إعادة الاعتبار لمهنة المدرس في بعديها المادي والمعنوي، مذكرا في هذا الصدد أنه ينبغي للمعلم أن يكون في أعلى سلم الرواتب على المستوى الوطني فضلا عن إعادة الاعتبار له من طرف المجتمع بوصفه السيد الذي يتولى صناعة الأجيال وقيادتها.

وأضاف أن إصلاح التعليم يتطلب تحسين العرض التربوي عموما من حيث تشييد المباني التي تستجيب للمعايير التربوية وتجهيزها بالمستلزمات الضرورية ووجود خارطة مدرسية مجمع عليها لا يمكن أن تنفصل عن إرساء حكامة رشيدة للقطاع.

ونبه المفتش، محمد عبد الله ولد بينه إلى أن هذه الأيام التشاورية تمثل نقطة مفصلية في تاريخ المنظومة التروية لكونها ستشكل أول محاولة جادة للمصالحة مع الذات من خلال الحفاظ على الإيجابي لإعادة بناء مؤسسة تربوية تمثل طموح المجتمع وتنذر بالقطيعة مع ماض ظلت فيه المدرسة تشكل نشازا ثقافيا وتعطل قدرات وملكات الأطفال.

أما السيدة اخديجه بنت كرديدي، منسقة خلية الإعلام والاتصال والتهذيب في الوسط المدرسي بوزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي فقد ثمنت تنظيم هذه الأيام التشاورية وأكدت على أهميتها باعتبارها استكمالا للمنتديات الجهوية التي نظمت في عموم التراب الوطني لإتاحة الفرصة لكافة مكونات المجتمع الموريتاني لإبداء آرائهم حول إصلاح النظام التربوي الموريتاني، مبرزة أن هذا النظام التربوي يجب أن يكون نابعا من الذات الموريتانية وليس من قيم وتقاليد لا تربطها أي رابطة بالوسط الاجتماعي الموريتاني.

وقالت إنها تنتظر من نتائج هذه الأيام التشاورية الوصول إلى رأي موحد وجامع حول إصلاح المنظومة التربوية الموريتانية التي ينبغي أن تتجسد في خلق المدرسة الجمهورية التي يريدها الجميع وتحسن من مستويات التلاميذ وتنمي ملكاتهم الفكرية وتجعلهم متفوقين على نظرائهم في الدول الخارجية.

وأكدت أن الإصلاح الحقيقي لا يمكن أن يحصل دون التحسين من ظروف المدرس المعنوية والمادية وأن يحظى باعتبار من طرف الدولة والشعب كما كان سائدا في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

AMI


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2021-11-18 10:00:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article32422.html