رغم تدني التساقطات المطرية هذا العام ،وتفاقم مشاكل الغلاء، والمخاطر التي يسببها الجفاف للمواشي وتداعات وباء كورونا هذا العام، مما يفرض على السلطات العمومية البحث عن حلول تخفف من الخسائر؛ خاصة على الصعيد الزراعي فإن هذه السلطات لم تخذل الفلاحين في أي وقت ، أكثر كما فعلته هذه السنة ،إذ لم تعمل في مجال الحملة الزراعية ومساعدة المزارعين أي شيء ، وهو الأمر الذي لم يتوقعه أحد فمن يصدق أن تتقاعس أو تعجز الجهات المختصة عن استغلال ما تيسر من مياه في تدشين حملة زراعية استثنائية.
إن الزائر للمندوبية الجهوية للزراعة والبيطرة بولاية لعصابة سيصاب بالذهول وخيبة الأمل وسوف يكتشف مدى الانهيار والعجز الذي يصيب هذه المصلحة الحيوية ؛ فهي تفتقر إلى الحد الأدنى من المعدات والوسائل التي تمكن من مساعدة المزارعين ،إنها لا تمتلك رؤى ولا برامج ولا مخططات في السياسة الزراعية بالولاية وتعجز حتى عن تنظيم حملات للتوعية والتحسيس بأهمية الزراعة فضلا عن التجهيزات الزراعية من آليات وأسمدة ومبيدات وبذور محسنة ، إنها لا تمتلك حتى سيارة للقيام بمهمة.!
إن أفضل ما تقدمه هذه المصلحة للمزارعين خلال السنوات الأخيرة هو جزء يسير من الأسلاك الشائكة التي يستفيد منها قليل من السدود يكون أغلبها غير زراعي ، وهو ما عجزت عنه خلال هذه السنة أيضا.
سدي محمد أعل رئيس إحدى التعاونيات الزراعية انتقد في تصريح لوكالة كيفه للأنباء تغاضي السلطات العمومية عن استغلال الأراضي الزراعية،وقال أنه يشعر بالمرارة الشديدة، وهو يرى أينما اتجه الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة وهي ميتة بسبب عجز المزارعين عن استغلالها لضعفهم المادي ؛مضيفا أن القطاع المعني لم يكن في أي يوم من الأيام عاجزا كما هو حاله اليوم.
في ولاية لعصابة تبقي عشرات السدود والمحميات الصالحة للزراعة وأماكن كثيرة أخري تتوسط المدن والقرى مهملة , خالية من أي نشاط وقد زال الكثير من مبررات عدم استغلالها لماذا لا تصبح الزراعة محل اهتمامنا جميعا ومركز نشاطنا ونقاشنا اليومي ؟ لماذا لا يتذكر الناس أنهم وقوفهم في طوابير مهينة يتسولون أمام المقار الحكومية والهيآت الخيرية ؟
لماذا لا يزرع الناس ما ياكلون تجنبا للكارثة وحفظا لماء الوجه؟ لماذا ننتظر أن تقوم الدولة بالزراعة بدلا عنا وهي التي تتفرج على معاناتنا وترفع أسعار الغذاء كلما أجهز علينا الجوع.!
يبدو أن العام الجاري هو سنة بيضاء بالنسبة للزراعة فأي مستقبل ينتظر هذه البلاد؟