افتتاحية: دعوة الحكومة لتنظيف مرفق مسألة مخيفة تترجم الفشل !
وكالة كيفة للأنباء

لا جدال في أن العمل التطوعي فضيلة وسلوك مدني ، وهو أيضا فائدة معنوية ومادية للمجتمع ، وعنوان للمسؤولية ونكران الذات، ودليل على الوعي والاهتمام بالهم العام وشؤون الناس.

جميل ووارد جدا أن يتطوع الجميع من أجل نظافة الشوارع والساحات، وأن يهرعوا للمساعدة في تلافي حريق أو كارثة طبيعية تحل، و إزالة أذى يعجز الدولة والمصالح المعنية؛ غير أن التنادي لتنظيف مدرسة يعني أننا نعود إلى بداية التأسيس ومفهوم "أتويزه" التي هي طبعا تعاون اجتماعي مفيد لكنه سابق في المنطق للدولة التي يجب أن تسهل حياة الناس ،وتتولى ما لا يتأتى للأفراد القيام به.

المدرسة هي مؤسسة يجب أن تحظى بالتمويل اللازم للقيام بالمهمة ،وعلى الدولة أن توفر بداخلها عمالا للنظافة والحراسة والدعم إلى غير ذلك.

إن تنظيفها من قبل المتطوعين يوم الافتتاح لن يغنيها عن التنظيف في اليوم التالي؛ وهو ما يكشف غباء هذه العملية وعبثيتها، فهؤلاء المتطوعون لن يكرروا العملية كل يوم وبالتالي فإن الفائدة من العملية في أحسن الأحوال لن تتجاوز درسا مدنيا.

إنها تأتي فقط لتأكيد المؤكد وهو عجز الدولة وغيابها عن توفير أبسط ضرورات العمل لهذه المؤسسات. هل سنتطوع غدا لتنظيف مكتب الوالي أو الطبيب ؟

وهل نفعل ذات الشيء باتجاه البلدية ومكتب مندوب المياه والبيطرة؟ هو عمل تافه لا ينبغي أن يفعله العقلاء.

نظافة المدارس من عمل الدولة التي أنشأت أجهزة لذلك من بلديات ووزارات معنية وميزانيات؛ وإن دفعها اليوم للمتطوعين للقيام بواجبها نحو الشعب لهو اعتراف سافر بعجزها المقلق إلى أبعد الحدود، المخيف بكل المقاييس!!

وكالة كيفه للأنباء


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2021-09-30 16:55:41
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article32099.html