عاشت فلسطين حرة من النهر الى البحر، المجد والنصر للمقاومة وللشعب الفلسطيني. عاشت العروبة وعاشت أمتنا العربية المجيدة العظيمة، تحية إجلال وإكرام للذائدين عن الأرض العربية. كلمات أفتتح بها مقالي لعل وعسى المتعصبين يتكرمون علي بوسام العروبة ويسكبون في وريدي دمائها، وفي أخلاقي مكارمها، فهم سدنتها يثبتونها لمن شاءوا ويجردون منها من شاءوا.
عاشت العروبة في سوريا رغم موت العرب على يد بشار في الليل والنهار، إلا إذا كان ضحاياه اليوم ليسوا عربا يتكلمون الضاد ويعتنقون الإسلام.
ما أغرب الحاضر، وما أفسد الأفكار التي عميت بها أبصار الكثيرين منا وهم يرون زمر الأطفال يموتون كل صباح، والنساء تستباح أعراضهن والرجال يتعفنون في السجون الدامسة، وباقي الشعب العربي الأصيل ينام على بساط الخوف في انتظار أن تدرج أسمائه في لوائح الموتى التي أضحت أرقامها تفوق طاقة العادين.
يستيقظون وهم يمضغون الخوف ويحلمون بالرغيف ونحن ننعم في نعيم التخاذل، وكلما استنكر منا مستنكر قد استيقظ ضميره ينبري له ألف من أبنائنا يصرخون في وجهه أنت عميل قطري خذلت العروبة أو إصلاحي تدعي مفاتيح الجنة.
فإليكم عني لست مهتما بتلك المقاييس الخاطئة والظالمة التي يحكم بها البعض ممن تحجر قلبه علينا، فعندما نستنكر جرائم بشار يرموننا بالعمالة وعندما يموت الأبرياء يختبئون خلف أعذارهم الدنيئة متحججين بالفبركة الإعلامية ساخطين على الجزيرة رغم ورود الخبر على كل قنوات العالم.
ولكن عفوا إخوتي أنا أكره بشار ولا أعرف “قطر” ولم أسلك لساستها ممر، ولكني رأيت بسوريا بشر سامهم “بشار” بكل شر.
أنا أكره “بشار” ولا أنتمي “للإصلاحيين”، أنا أكره بشار ولست من عشاق قناة الجزيرة.
أنا أكره “بشار” ولا يعجبني في الخليج غير بيت ربي ومدينة نبيي الذي علمني أن المسلم أخو المسلم وأن "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وقد قال عليه الصلاة والسلام "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
ولقد رأيت جرائمَ الطاغية "بشار" التي يرتكبها ضد شعبه في سورية الأبية، تلك الجرائم التي قتل فيها وبطش بعشرات الآلاف من الأحرار السوريين والحرائر السوريات، في تدمر وحماة "وجسر الشغور" و"حلب" و"حمص" و"دمشق" و"إدلب" و"دير الزور" و"درعا" و"الساحل السوريّ".. وكل المحافظات السورية وهي جرائم تقشعر لها قلوب الجبابرة .
لقد رأيت السماء في سوريا بغير لون السماء التي نعرف. سوداء تمطر الأبرياء بالنار، لا شيء غير النار. رأيت عائلات تموت بأكملها، رأيت مارة يقتلهم رصاص القناصة، وجوعى يموتون على طابور الخبز وهم أبرياء عزل، لا تحمل أياديهم الزكية غير ثمن الرغيف وربما يكون غير مكتمل نتيجة تفقير الطاغية لهم. قتلهم الظالم في لحظة ظلم تشيب منها الولدان. رأيت الأهالي في سوريا يبحثون عن بناتهم بعد أن خطفهم "شبيحة" بشار أمام الإعلام فكرهت بشار ودعوت عليه في الليل والنهار .
لن تلجموا فمي بتضليلاتكم حول العروبة والعمالة، فالمفاهيم لديكم معكوسة. أجل إن الذي يقف أمام إرادة شعب مظلوم مقهور لا ذنب له غير أنه تاق للحرية، صرخت حناجره منادية برحيل طاغية جلس على صدر أمة جمعاء بخاصتها وعامتها بمنطق القوة فغير دستور بلاده وفق سنه ليكون رئيسا بالإكراه، هو ظالم في صف ظالم.
إنه لظلم جلي حل على الشعب السوري انبثقت منه الثورات ورفضته الشعوب فخرجت عن بكرة أبيها في مظاهرات سلمية تصرخ لا للخلود والتوريث ، فاختار بشار البقاء على أنقاض دمشق ودماء السوريين وحتى آخر قطرة ، يدعمه في ذالك الآثمين اليوم الذين ساندوه تحت ذريعة العروبة واختار المجاهدون حمل السلاح للصد عن أعراضهم .
أيها المارون بين سطور تاريخ التخاذل اسألوا السجون السورية اليوم وبالأمس تخبركم عن أهوال العذاب الذي يذوقه العرب على يد بشاركم الذي أذاقهم من أصناف العذاب التي يجربها على أجساد الأبرياء ما تبكي منه الجدران الشاهدة ويتألم له الألم، ويكره من له قلب مرتكبه.
أنا أكره بشار لأنه ليس عربيا ولا يعرف معنى العروبة فهي أخلاق وشهامة قبل أن تكون صفة، ولعمري إن بشار يعوزه الحصول على كل ذلك أو أن يمتلك خصلة واحدة من خصال العربي الأصيل. فالعربي لا يغدر وبشار يغدر شعبه بالصواريخ، والعربي لا يقتل العزل ولقد فعلها مرارا، والعربي لا يتآمر ضد العرب مع "ايران" في مشروعها الهادف الى تسمية الخليج الفارسي بدل العربي. والعربي يحمي الجار والجوار وبشار منذ ما قبل الثورة والصهاينة يستبيحون أرضه ويغيرون عليها بغاراتهم المعروفة متى شاءوا وهو صامت، لا يعرف غير الخطب الرنانة التي غزى بها أفكار الكثيرين وساندته في ذالك قناة المنار والدمار.
العروبة لا يمثلها من قدم أوراق اعتماده لإيران متناسيا آلاف الشهداء الأبرياء في العراق الذين اغتالتهم وعلى رأسهم شهيد العروبة والإسلام يوم الحج الأكبر القائد الشهم صدام حسين.
فيا بني العروبة أزيلوا غشاوة حب بشار عن أعينكم فلا تاريخ لديه، ولم نعلم له غزوات، ولا صولات في سبيل الأمة تستدعي منا الإعتزاز والتمسك به على أشلاء الشعب السوري المظلوم، لقد قتل آلاف الأبرياء في غزة ولم نسمع ببشار ولا بحزب الله لأنهم حراس إيران فقط .
لقد قتل الشهيد البطل الذي يحمل جميع خصال العروبة على أعين بشار، وقصفت بغداد من فوق سوريا، وبشاركم ينعم في نعيم التخاذل دون أن يقيم مأتما ولا حدادا. لأن صدام رحمه الله كان يزعج إيران وإسرائيل التي عكف بشار على حماية حدودها فكان حارسها الأمين.
فرحم الله الشهيد صدام الذي قتل وبشار ينظر ورحم الله شهداء غزة الذين ماتوا إبان العدوان على غزة مرارا وبشار ينظر، ورحم الله شهداء سوريا بغارات الموساد على أرضهم قبل الثورة وبشار ينظر، ورحم الله شهداء سوريا اليوم أطفالا ونساء ورجالا ونحن ننظر بشار يقتلهم بلا رحمة دون أن نستنكر، ورحم الله العلامة محمد سعيد رمضان البوطي وكشف عن أمتنا الغمة وأراحنا الله من الطاغية.