في الوقت الذي يخيم فيه جفاف ماحق على ولاية لعصابه، جعل البعض يسوق ما يملك من قطعان لعرضها في السوق، وفي أيام تشخص الأبصار إلى الله من أجل المطر، بعد أن شحت المراعي والمياه وجفت الحقول تقطع وزارة التنمية الحيوانية ذلك الصمت بدفع المنمين إلى مهزلة انتخابية بغية شغلهم عن المعاناة وطرح مشاكلهم بتركيز وقوة.

هذه المهزلة التي تفتح أمام رجال الأعمال والسياسيين والمنتخبين والأطباء وماسحي الأحذية وباعة المساويك والمخنثين وكل من دب فيشتري العضوبة ب 2000 أوقية ليكون ناخبا تقوى به هذه القبيلة أو هذا الحلف .

وهاهي ولاية لعصابه تعود في غضون ساعة إلى الحشد القبلي وينغمس السياسيون في هذه اللعبة بمن فيهم الوزراء من أجل عملية بيع جديدة لمصالح السكان واستقرار الولاية.

المنمون الذين يتم الحديث باسمهم لا وجود لهم؛ فهم من اليوم يهشون على قطعانهم العجفاء عبر الفافي لتتبع قطرة تنزل من السماء أو فسيلة تنبت في الأرض، وأما وزارتهم فتلهو على ذلك عبر الاجتماعات السياسية هناك وهناك، ومن خلال فرض انتخابات عقيمة في الوقت الخطإ لن تخلف غير الفرقة والتشرذم والإجهاز على ما تبقى من السكينة والوئام الأهلي.