يوم في إحدى أهم واحات ولاية لعصابه (تقرير مصور)
وكالة كيفة للأنباء

في حيز أرضي جميل جنوب غرب مدينة كيفه تمتد واحة "أنضاوضه" على طول 15كم من "آرويجي"حتى بلدة "أندرين" مشكلة وعاء أخضرا بين تلين طويلين يخنقان "لمسيله"التي تجري عبرها ينابيع "الرعراعه". . تتعانق في هذا المكان الساحر التلال الشامخة والرمال الهلالية التي تتحرك باستمرار، لكنها تستحي من ردم تلك الواحة المهيبة ،فتكف عنها مشكلة أرصفة ذهبية تزين الوادي الأخضر في تناقض طبيعي قل نظيره، ويتناغم خرير المياه مع زقزقة الطيور وصوت الرياح وهي تلاعب زعف النخيل في مشهد هو جنة الدنيا.

تأتي واحة "أنضاوصه" ثمارها رطبا جنيا كل صيف فيأكل أهلها ويبيعون ويدخرون.

وخلال سنوات خلت كان هذا المكان الجميل قبلة لقوافل"لقياطين" الذين يتصببون من مختلف جهات ولاية لعصابه ، فيأكلون من حلاوة التمور، وينعمون بعذوبة المياه ، وروعة المشهد الطبيعي ونقاء الهواء في مهرجان سنوي لا يعدم الاستمتاع بالأغاني والشعر ومختلف أصناف الطرب والفتوة ، لكن التحول الحاصل في مجال النقل والوفرة جعل الناس ينتقون بلح " انضاوضة " في الأسواق داخل المدن دون حاجة إلى الذهاب إلى هناك.

وحسب ما يرويه الأهالي في هذه المنطقة ، وكبار السن فإن أول من اكتشف صلاحية هذا الوادي لزراعة النخيل هو الأب سيدي ولد اعلي الذي قدم إلى هنالك في عشرينيات القرن الماضي ، حيث يُأهَلُ هذا الوادي الكبير بالحيوانات البرية التي تعيش في كثافة الأشجار هناك .

فبدأ هذا الرجل ببذر أنوية التمر فكانت تنبت وتَنمى بشكل سريع ، ومن هذه المحطة جذب المكان اهتمام آخرين فكان الرواد الأوائل في زراعة الواحات هم : بون ولد الداه ، محمد يحي ولد محمد سالم ، محمد عبد الله ولد دحان ، محمد محمود ولد البشير ، ومحمد محفوظ ولد محمد الأقظف ، وغيرهم . وظلت تتوسع باضطراد حتى تحول ذلك المنخفض الأرضي الطويل إلى وادي نخيل يعيش بحوافه وعلى ريعه آلاف القرويين.

في بداية السبعينيات يقول محدثنا المزارع عالي ولد اعلي ، اهتدى الناس إلى زراعة الخضروات بأدوات زودوا بها من طرف حاكم مقاطعة كنكوصه يومئذ ، فكانت التربة خصبة معطاء ، وازدهر هذا الصنف من الزراعة حتى بداية التسعينيات ، وكان نزوح البدو بمواشيهم إلى المنطقة والافتقار إلى وسائل الحماية وغياب الدعم الحكومي أسباب نكست ذلك المجهود فتراجعت زراعة الخضروات حتى اليوم .

هذه الواحة أيضا تشمخ بها أشجار نبيلة منتجة تسمى " كمبرلي " تستغل أغصانها في صناعة الحصائر والأسرة وفي دعائم الأكواخ والأعرشة ، وتباع هذه الأشياء بأسعار هامة لا تقل شأنا عن أسعار التمور .

ويرى المزارعون بهذه الواحة أنها تتعرض لإهمال كبير من طرف القطاعات المختصة ، ويُترك أهلها لأساليبهم وأدواتهم التقليدية ، دون إرشاد علمي أو تقني ودون الاستفادة من المكننة ووسائل الحرث العصرية ، الشيء الذي عمل على تراجع الإنتاج واستسلام المزارعين والتماسهم الرزق في مجالات أخرى.

ويجمل هؤلاء تلك المشاكل في الحماية ، الطيور ومختلف الآفات ، غياب الإرشاد الزراعي انعدام الدعم الحكومي ، الافتقار للوسائل ، بما فيها أدوات استغلال المياه التي تتوفر بكثرة في هذه الواحة .

لو كانت واحة " انضاوضة " في بلد رشيد تعتني حكومته بالزراعة ، وتعي ما لها من أهمية ؛لكان لها شأن كبير ولغطت نعمها أصقاعا واسعة من الوطن.!

فهل يأتي اليوم الذي يستفيد فيه هذا الوطن على الوجه الأكمل من غنى البلدة ومعينها الذي لا ينضب.؟

وهل نصبح يوما على حكومة لامعة تستشعر الخسارة التي يمثلها إهمال مثل هذه المناطق.؟


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2021-07-08 06:30:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article31338.html