التأم بمقر حزب اتحاد قوى التقدم بمدينة كيفه مساء أمس ، اجتماعا موسعا لأطر الحزب ، ترأسته بعثة قدمت من نواكشوط يقودها نائب رئيس الحزب الدكتور خليل ولد الدد ، للإشراف على الأيام التفكيرية التي ينظمها الحزب بكيفه لمدة ثلاثة أيام ويشارك فيها جميع قيادييه بمقاطعات لعصابه ، وهي الأيام الهادفة إلى تدارس المستجدات في الساحة السياسية الوطنية ، ومناقشة الحالة العامة للبلد وخاصة ما يتعلق بالأوضاع المعيشية الحرجة ، والتعرض لكافة القضايا المطروحة وطنيا. وتوضيح مواقف وتصورات الحزب من كل ذلك.
وقد بدأت فعاليات ذلك الإجتماع بكلمة ترحيبية ألقاها اتحادي الحزب بالولاية الاستاذ محمد المختار ولد سيد محمد (باب) ، قبل أن يفسح المجال للسيد رئيس البعثة ، الذي استهل حديثه بشكر الحاضرين والترحيب بهم ثم تعرض بالشرح لما يموج به عالم اليوم من تحولات سيكون لا محالة لها تأثير مباشر على بلدنا كالثورات العربية والأزمة الاقتصادية والاستياء العارم في صفوف الناس في كل مكان. وهو الشيء يقول المحاضر الذي يجعل منطلقات اتحاد قوى التقدم ومبادئه التي قام عليها ؛المتمثلة في الوحدة الوطنية والعدالة الإجتماعية و الديمقراطية ، هي الطريق لخلاص هذا الشعب من الويلات التي يتخبط فيها بفعل أحكام دكتاتورية متتالية. يعتبر حكم ولد عبد العزيز الأخطر والأسوء بينها – يقول ولد الدد - حيث يعتمد هذا النظام الإستبدادي على كتيبة بازب ثم قام بإنتاج حزب دولة جديد مستنسخا من الحزب الجمهوري في عهد ولد الطايع فهو نظام خارج التاريخ يقف على أربعة أعمدة في غاية الهشاشة هي : بازب والتلفزة والإذاعة وحزب الاتحاد.
وبخصوص الحوار المنظم مؤخرا قال ولد الدد أنهم في المعارضة سعوا إلى حوار بناء وسعى ولد عبد العزيز إلى حوار يقسم المعارضة فنجح في سحب حزبين منها وهما الحزبان اللذان يتيهان الآن فلاهما في المعرضة ولا هما من الأغلبية. وشدد على أن الحوار الذي يمكن أن يحل الأزمة الحالية التي تعصف بالبلاد هو ما ينطلق من مرجعية دكار ويفرز نظاما انتخابيا مجمع عليه يقود إلى تنظيم انتخابات محلية وعامة ورئاسية.
ثم تطرق ولد الدد إلى معوقات الاندماج الاجتماعي والثقافة الديمقراطية ، خاصة بولاية لعصابه التي لازالت ترزح تحت سيطرة القبائل وقال أن القبيلة لا يمكن أن تكون طريقا إلى الدولة وبين أن اتحاد قوى التقدم يحترم القبيلة بوصفها نظاما اجتماعيا تكافليا ولكنه ضد القبلية فحين تتجاوز القبيلة وظائفها التقليدية وتلبس لبوس الدولة وحين تنتقل القبيلة من الحديث حول تشييد سد أو جمع مساعدة لمريض إلى الحديث عن الحزب وكيفية ترشيح إبنها لمنصب عمومي فهناك تكمن الكارثة.
وفي الختام تحدث المحاضر عن ما يواجهه السكان هذا العام من الجفاف وشبح المجاعة في ظل حكومة عاجزة وغير مسؤولة وقال أن الأوضاع العامة بالبلاد مزرية على كافة الأصعدة ؛ السياسية والاقتصادية والإجتماعية والدبلوماسية وأسهب ولد الدد في الحديث عن النهب الممنهج لموارد البلد وقال أنها أصبحت فريسة تنهشها شركات أجنبية وزمرة من الخصوصيين الجشعين.