يُقال إن الحنين إلى البادية ما يزال مستبدا بجزء كبير من ذاكرة الموريتانيين الذين يشعُرون تجاهها بانجذاب شديد يأسر وجدانَهم بجمال الطبيعة وألوانها الزاهية.
وقد دأب سكانُ ولاية لعصابة على الخروج إلى البوادي والأرياف في فصل الخريف من كل عام رغبة في الراحة والاستجمام، وحرصا على تغيير الجو ونمط المعاش، بعيدا عن صخب المدن وضوضائها.
لكن الخريف هذا العام كان له مذاق خاص حيث جاء بعد جائحة كورونا وما ترتب عليها من إغلاق المدن وحظر التجول والحجر في البيوت، مما جعل السكان يشعرون بالضيق والاكتئاب الشديد.
ولما زالت الغُمة وانقشع غبارها تنفس الناس الصعداء وخرجوا للبادية طلبا لجو رحب يطبعُه النقاء ويسوده الهدوء وتُزينه الخضرة والمياهُ العذبة.
تحتضنُ ولايةُ لعصابة منتزهاتٍ سياحيةً كثيرةً تجذب السكانَ الراغبين في الاستمتاع بالنسيم العليل والمناظر الخلابة، كالعجلات والملگه وكيطاره، ولبطيحات، ولگبيش وام النور، وجوك، وبطت كامور، والتقيدوين والشلخة، وبوحفرة، ولمسيلة، وواد الروظه، إلى غير ذلك من الأماكن الجميلة.
ويرى السكان أن قضاءَ الخريف في البادية له فوائدُ صحية مهمة حيث تقتصر الوجبات على المأكولات الطبيعية التي لا يشبوها تزوير ولا تعليب، كما أن الأجواء النقيةَ تمنحُهم الراحة والطمئنينة، وتبعدهم عن الأخبار السيئةِ التي تتناقلها وسائل الاعلام الدولية.
سيدي ولد احمد مولود