يعيش الوطن هذا العام فترة زمنية مميزة تتمثل في فصل الخريف الذي يعتبر من أجمل الفصول و أكثرهم إرتباطا عند النفوس الموريتانية ففيه تلبس الأرض الأخضر و تصب السماء أعذب المياه لتفرح الوديان معبرة عن ذلك بدموع من السيول لتمتلئ كل حفرة و تأخذ الأرض كامل زينتها، الاشجار تلبس هي الأخرى أجمل الحلي راسمة بذلك أجمل صورة و لتتزين الطبيعة بكامل جمالها.

هذا العام و لله الحمد تميز بتهاطل كميات كبيرة من الأمطار و في وقت مبكر على كامل التراب الوطني و خاصة في المناطق الجنوبية و الشرقية، لكن يجب أن لا تمر تلك الثروة دون الإستفادة منها و يجب أن لا يكون كل همنا إلتقاط صورة أو حديث عن ميزة هذا العام أو جلعه مرجعا للتاريخ فذلك هدر للفرص و تضييع للنعم.

هنالك الكثير من المشاريع و الأعمال التي يمكننا القيام بها للإستفادة من تميز هذا العام و يتمثل الامر في تشييد السدود و بنائها و إستصلاح الأراضي و الحماية و المحافظة على الاعشاب بإنشاء محميات طبيعية و كذلك تسويق هذا الفصل سياحيا و تشييد مناطق سياحية و دعمها و المحافظة عليه.

أتمنى حقا أن يلتفت أصحاب الشأن لذلك الامر و يمكن لكل واحد القيام بعمل إيجابي إبتداءا من البلديات و حتى على المستوى الوزاري، فعلينا حقا أن نستثمر تلك الثروة حتى لا تضيع.

كتبه يحي حمه