وكالة كيفه تنشر التفاصيل الكاملة للحادث البشع الذي أودى بحياة طفلة أمام مدرستها الحرة بانواكشوط
وكالة كيفة للأنباء

وكالة كيفه للأنباء انتقلت إلى عين المكان وألتقت بإدارة المدرسة التي تنتسب لها الفقيدة وبالشهود الحاضرين للفاجعة الأليمة لتسرد لكم التفاصيل الكاملة للحادث المؤلم الذي وقع بالأمس أمام احدى المدارس الحرة بتفرغ زينه.

وقع الحادث المأساوي بحدود الساعة الثانية والربع زوالاً بعد انتهاء الدوام المدرسي، حيث جاء سائق الأسرة ليستلم الطفلة ذات السبع سنين وأختها كما جرت العادة وبحضور كامل طاقم التدريس وإدارة المدرسة، وأخذ بيد الطفلة وقطع الطريق إلى الدكان المقابل للمدرسة حيث أشترى لها بعض الأغراض. بعد ذلك قطع الطريق إياباً ليحضر أختها التي تأخرت من بعده، وفي تلك الأثناء تبعته الطفلة الصغيرة حيث كانت شاحنة متوسطة الحجم (ناقلة محار) تمر في تلك اللحظة فاصطدمت بها من الجانب الايسر المقابل للسائق.

تم التحفظ على السائق من طرف ادارة المدرسة، وايداعه مكان آمن في المدرسة لحين وصول السلطات والمعنيين وخوفاً عليه من مدرسي الطفلة الفقيدة الذين أصيبوا بالصدمة وهم يشاهدون المأساة تقع أمامهم.

وصل والد الطفلة المقدم سيد احمد ولد الطايع القائد المساعد لكتيبة مكتب القيادة والخدمات BCSبعد اخباره بالحادث الأليم، وقد أظهر ثبات وايمان وصبر قل مثيل لهما، حيث قال بالحرف الواحد : "إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد كتب لها أن تموت في هذه اللحظة وفي هذا المكان"، ولما أخبره الحضور بأن السائق موجود هنا أجاب أنه مسامح له ولا يتبعه بشيء لا قضائياً ولا جنائياً، وكان ثابتاً ومحتسباً ومؤمناً بقضاء الله وقدره.

تم نقل الطفلة التي توفيت فور الحادث إلى المستشفى العسكري ومن ثم أقيمت عليها صلاة الجنازة عصراً.

سائق الشاحنة موريتاني ويحمل رخصة سياقة مالية، ومن المعروف أن رخصة قيادة السيارات المتوسطة الحمولة إضافة لرخصة سياقة السيارات الثقيلة (الشاحنات) لحاملي الرخص الأجنبية لا يمكن الحصول عليها إلا بعد الحصول أولاً على رخصة السياقة الوطنية العادية لسيارت الركاب الخفيفة ومن ثم اتباع اجراءات طويلة قد تصل لسنوات قبل الحصول على أي من الرخصتين B و C المتعلقتان بقيادة السيارات ذات الحمولة المتوسطة والثقيلة. أما السيارة فهي شاحنة متوسطة مخصصة لنقل المحار، هذا ويوجد السائق رهن الاحتجار تمهيداً لإحالته اليوم إلى القضاء.

عند سؤالنا لإدارة المدرسة عن سبب عدم وجود لافتات على الطريق تشير لمرور التلاميذ، اخبرونا أنهم قاموا بوضعهما مراراً وعلى نفقتهم الخاصة، إلا أنه في كل مرة يتم إسقاطها من طرف المتهورين والمراهقين الذين يسوقون بلا مبالاة على الرغم من أنهم من أبناء منطقة راقية يجب أن تختفي فيها هذه المسلكيات حسب رأي الادارة.

ورداً على سؤالنا عن عدم وجود مطبات على الطريق أمام المدرسة، أجابتنا ادارة المدرسة أنه تم إرسال طلب رسمي باذن لإنشائها وعلى حساب المدرسة إلى وزارة التجهيز والنقل منذ اكثر من ثلاثة اشهر، وتم إحالة الطلب إلى الوزارة من طرف الجهات المختصة إلا أن الوزارة لم ترد على الطلب وبالتالي ستقوم المدرسة فوراً بإنشاء المطبات على اعتبار أن المهلة القانونية للرد من طرف الوزارة قد انقضت ولضرورة إنشائها بعد هذه الفاجعة الأليمة حتى لا تزهق روحاً بريئة أخرى.

هذا ولمسنا التأثر والجو الحزين الذي يخيم على إدارة المدرسة وطاقم التدريس والتلاميذ الذين لازالت تفاصيل الحادث المفجع تلازم مخيلتهم، وحتى مدرس الفقيدة لازالت الدموع تنهمر من عينيه ويعاني من الصدمة.

وبهذه المناسبة نتوجه إلى عائلة الفقيدة البريئة بخالص المواساة والعزاء على هذا المصاب الأليم وإنا لله وإنا إليه راجعون.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-02-13 08:24:58
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article2836.html