يبدو أن مقاطعة باركيول البوم تعيش تيها سياسيا وتنمويا ، غير مسبوق فى تاريخها المعاصر ، ارجو الله الا يكون مثل تيه بنى اسرائيل الذى أمضى زهاء أربعين سنة ،
منذ الانتخابات الماضية والى اليوم ، وجد المواطن نفسه أمام واقع لم يشهد له مثيلا فى السابق ، حيث توقفت عجلة التنمية تماما فى حيزه الجغرافى ، كما تراكم لديه كم هائل من المشاكل ، فاق حد التصور والخيال ، واختفى عن المشهد ، تماما من يفترض فيهم أن يكونوا جاهزين لمناقشة تلك القضايا وحلها
،او النظر فيها على الاقل ،
عند زيارتك للمقاطعة تلاحظ مدى الياس والإحباط الذى وصلت إليه الساكنة ، كما تلاحظ غياب كافة أنواع الخدمات العمومية الضرورية ، التى لا يستطيع ألمواطن ، الاستغناء عنها فى حياته اليومية ولكن كيف حصل هذ التطور الدراماتيكي للاحداث ؟
ومتى حصل ذالك ؟
وماهو راي المواطن فى مسار الأحداث وتسلسلها ؟
، وما حجم الأضرار وحدودها ؟ وبعفوىة واضحة وسرعة بالغة تاتيك الإجابة صادمة وسريعة وعلى لسان كل واحد منهم ،
نحن الآن نعيش وضعا استثنائيا بكل المقاييس و يبدو أننا فعلا للاسف الشديد قد انتخبنا من هم ليسو على الاقل فى مستوى تطلعاتنا ،نحو تحقيق آمالنا مع احترامنا الشديد لهم ، ونحن ندرك تماما مدى تعقيد الأمور فى غل غياب تمثيل انتخابى حقيقى ومسؤول يطرح المشاكل ويسعى لحلحلتها مع مراقبة الأمور و متابعتها الدايمة.
فمنذ سنتان لم نرى من يفترض أنهم نوابنا ولم نسمع عن أي منهم أنه زار مقاطعتنا ، اوسعى لحل اى مشكل من مشاكلها ، وستصدم عندما تعلم أنه لااحد منا يعرف لهم عنوانا معلوما ، ولا سكنا معروفا ، أما ارقامهم الشخصية واسماؤهم ، فلم تعد تهمنا كثيرا.
ويقاطعك أحدهم متاسفا ومتحسرا على الماضى مع تخوش واضح من المستقبل ،
كانت مقاطعتنا فى يوم من الايام ورشة حقيقية ، وكان العمل فيها متواصلا ، فى كافة الأصعدة ، فتم تشييد الطرق المعبدة ، من الغائرة الى باركيول ، ومن باركيول الى شكار رغم أن جزء من هذ الطريق لم يكتمل بعد ، لأسباب جيو سياسية ، معقدة ، وتمت برمجة باركيول امبود الذى لقي نفس المصير هو الآخر ، وقدناهز تمويل هذه المشاريع قرابة 300مليار أوقية ، ، كما تدفقت شلالات المياه رقراقة فى كل بقعة من أنحاء المقاطعة ، ولااستثنى أية قرية فيها على الاطلاق ، أضف إلى ذالك ثانى أكبر مشروع فى البلاد وهو مشروع افطوط الشرقى الذى كلف الدولة قرابة 200 مليار أوقية ، والذى زود البلدية المركزية بالماء الشروب وهو الان فى طريقه إلى باقى المقاطعة.
أما فى مجال الكهرباء فتم تزويد البلدية المركزية ، بالطاقة الكافية ، كما تم تمويل مشروع كهربة المدن الريفية ، الذى هو الان فى مراحله النهائية وقد وصل بالفعل إلى الغبرة وبولحراث فى طريقه إلى باقى القرى والمدن كل هذا بغلاف مالى قدره 150مليار أوقية ، كماتم تشييد ، السدود ، و جلب المساعدات الاجتماعية الفردية والجماعية و، تمويل المشاريع ،و مساعدة التعاونيات النسوية ، وبناء ، المستشفيات ،وتجهيزها ،وشراء سيارات الإسعاف ،و توفير الأدوية ، و جلب المنظمات الأجنبية ، و بناء المدارس الابتدائية ،وكذا ، انشاء الاعداديات ، والثانويات ، كل ذالك تم بتخطيط استراتيجى ، وبنظرة محكمة تتخطى فى حدودها المشاريع لخلق ، قطب تنموى عملاق يهيئ المقاطعة فى مرحلة لاحقة ويقربها من حلم طالما راود سكانها وهو تحويلها إلى ولاية ، ونسجل هنا بكل فخر واعتزاز ، استفادة بلدياتنا الثمانية من تمويل خاص بها دون بقية البلديات فى الوطن ، طيلة ماموريتين وكان لهذا التمويل الأثر البالغ على حياة المواطن وقد تراوح التمويل للبلدية ، الواحدة ما بين 45 مليون سنويا فى حده الاعلى الى 25مليون فى حده الأدنى
كان الامل مع كل هذا موجودا ويتطلع الجميع للأفضل.
أما على مستوى التوظيف فكان لأبنائنا منه نصيب معتبر فلأول مرة تحصل مقاطعتنا على وظائف كبيرة تطال تسيير وزارات وادارات عمومية كما كان هناك تمثيل دبلوماسي مهم وحضور واضح على مستوى الإدارة مشرف ، دون أن ننسى الوظايف على مستوى السلطة القضائية وتلك التى على مستوى الشرطة الوطنية كما كان لنا نصيب كبير من الوظائف المتوسطة الأخرى التى لا تتطلب الحصول على الشهادات ..
والأهم من هذا وذاك كله هو التمثيل المتميز داخل قبة البرلمان الذى كان يشرفنا جميعا ويجعل مقاطعتنا محل نظر الجميع ، ويعطى عنها صورة ناصعة مشرقة ومشرفة للرأي العام الوطنى مما اهلها لتبوء مكانتها اللائقة بين مثيلاتها من مقاطعات الوطن.
وهو ما اعطى لمقاطعتنا أوراقا مهمة وصعبة تم استخدامها بذكاء من طرف نوابنا لدى السلطات فى معركة البناء والنماء، .
كما أصبح مجرد الانتماء ، للمقاطعة فى تلك الفترة ،
يشعر المواطن بنوع من الأمن و الأمان ،مع قدر كبير من الشموخ والاباء ، وعزة النفس و الكبرياء والانفة
المواطن فى المقاطعة اليوم يستذكر الماضى بكل بفخر واعتزاز ويتاسف للواقع الأليم ، ويتطلع إلى غد مشرق
لعله ينسيه مرارة ونكد ماكابد ويكابد فى هذه الأيام الصعبة ويتقدم بالشكر والعرفان بالجميل لأبنائه البررة الذين سطرو أسماءهم مكتوبة بماء الذهب فى سجل من ياقوت ولؤلؤ ونقشو أعمالهم بنقش خالد فى الذاكرة الجمعوىة للمجتمع ، السيدين الفاضلين النائبين
محمد ولد بيانة
زين ولد البشير
كما قدمو اروع مثال للتناوب على المنصب الانتخابي ، متنازلين طواعية عنه ، فى سابقة من نوعها لم تشهد المنطقة لها مثيلا من قبل حيث اعتدنا على انتزاعه فى الانتخابات من أصحابه بعد هزيمة مدوية لكنهم خالفوا القاعدة السائدة رغم أنهم كانو قادرين على الفوز بسهولة وبنسبة كبيرة أن إرادو ذالك.
واليوم نرى بكل وضوح أن المقاطعة قد خسرت للاسف الشديد بأكملها ، ولم يقتصر الأمر على مجال محدد ، بل شمل كافة جوانب الحياة ، اذتوقفت جميع الورشات وتوقفت عجلة التنمية وفقدت البوصلة إشارة الهدف ، وحل الياس محل الامل.
وجاءت مرحلة التيه ونرجو الا يكون أربعين سنة مثل تيه بنى إسرائيل
عبد الله الشيخ