هولاند في تيميكتو.. من الإرهاب إلى الحرب العرقية
وكالة كيفة للأنباء

في خطوة اعتبرت إعلانا مجاملا لانتهاء العمليات العسكرية ووقف القصف الجوي الفرنسي على شمال مالي، حل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضيفا على مالي. زيارة هامة تأتي بعد ما أعلن من عودة بسط سيطرة القوات المالية المدعومة من فرنسا على منطقة "أزواد" وخصوصا المدن الشمالية التي كانت بيد الجماعات المشددة.

هذه الزيارة في نظر النظام الفرنسي تأتي تتويجا لعمل دولة فرنسا في إطار الحد من الإرهاب في منطقة الساحل.. أما على صعيد الواقع؛ ومن بين ركام الأبينية المنهارة، والتراث التيمبوكتي المدمر.. والذي طالته يد العبث من طرفي الحرب على "أزواد".. والقصف الجوي الذي حطم كل شيء حتى أحلام "الأزواديين" التي عمرت أمد السأم في سبيل نيل العيش الكريم.

ولم يستثني القصف الآثم المناطق الآهلة بالسكان في أقصى عمق الواقع، فإن الأمر مختلف تماما. ففي الوقت الذي يعربد هولاند منتشيا بنصره ، ويرقص "المنتصرون" على أرضية أمن واستقرار وسلامة شعب "أزواد" في شمال مالي، تنبعث صرخات المكلومين والنازحين المشردين وتفوح رائحة الموت من كل مكان مظلم في مدن الشمال، حيث يعيد الاستعمار أبشع صورة الفتك وتجريب الجانب الاستثنائي من سلوك الإنسان، الانتقام، والظلم والكراهية.. إنها الحرب العرقية. بدأت تلك الحرب مع الساعات الأولى لاجتياح المد الفرنسي الداعم لقوات مالي للمدن المستعادة!

واقع نزع شبح الخوف من خطر الإرهاب، ليضفي حالة أدعى للخوف، ويفتح المجال لمأساة شعب ظل منذ رحيل الاستعمار الفرنسي عن دولة غرب إفريقيا مخلفا حدودا جغرافية وتوزيعا سكانيا دُرس بعيانة وخبث تحلى بهما العقل الاستعمار الغربي على مر العصور فبينما "الأزواديون" ينتظرون إعلان التحرير ليعودوا إلى ديارهم، ويرتخوا تنعما بعودة الهدوء وتراجع وتيرة الخطر.. أعادت القوات المنتصرة صورة الحرب الخبيثة للأذهان، وبدأت رحى التصفيات العرقية تدور على نطاق واسع في "أزواد". ووجد الأزواديون أنفسهم يدفعون ثمن التحرير.. ويتجرعون كأس المرارة.. وهم يستقبلون هولاند في تيميكتو..


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-02-02 16:14:15
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article2754.html