عاد الرئيس... غادر الرئيس
وكالة كيفة للأنباء

عاد الرئيس مساء السبت من زيارة خاصة لباريس إلى انواكشوط ليغادرها بعد ساعات متوجها الى الرياض لحضور أشغال قمة اقتصادية عربية تنموية، وقبل باريس كان الرئيس غادر الى تونس والإمارات في زيارات غير مصنفة.

والمحصلة النهائية لحراك الرئيس أنه ظل خارج البلاد لأطول فترة ممكنة وفي أحلك الظروف، فالسفر بالنسبة له أولوية الأولويات ودغدغة البساط الأحمر برجليه المتعبتين علاج ورياضة ونقاهة وفرصة للهروب من كلكل مشاكل موريتانيا التي لا تنتهي ومن لهيب حرب مالي التي بدأت تحرق الموريتانيين المتواجدين هناك وترفع التحديات الأمنية إلى مستويات غير مسبوقة، وتؤكد زيف الحروب الاستباقية وتحكم عزلة النظام الموريتاني الذي لم يجذبه نفير الأفارقة ولم يبحث عن بدائل وظل يراوح مكانه في لحظة مفصلية موارة تشهد أحوال المنطقة خلالها تغيرات مؤلمة متلاحقة وسريعة لا يجدي معها الحياد السلبي.

المشكل أن الرئيس يسافر في وقت كانت المصلحة العليا للبلاد تحتم عليه البقاء ومتابعة الأحداث عن كثب واتخاذ القرارات الأمنية والعسكرية المصيرية... والمشكل أن مردودية سفرياته الأخيرة ضئيلة للغاية إذا ما قيست بكلفتها، وبما الحقته من ضرر بالقرار الوطني المشخصن في الشكل وفي الجوهر.

في السعودية سيجذب سيدي ولد التاه مسؤولي هيئات التمويل الإسلامي لمقابلة رئيس الفقراء وسيعتبر الإعلام الرسمي ذلك فتحا اقتصاديا من فتوحات موريتانيا الجديدة، رغم أن مسؤولي تلك الهيئات سيطوفون على كل الوفود تذكيرا بخدمات ديونهم المتراكمة وبانقضاء آجال الإعفاء.

أحسن ما يمكن أن يقوم به الرئيس هناك هو أداء العمرة والتضرع الى الله بقلب خاشع ليعصم بلاد السيبة من حريق حرب مالي... ومن يدري فقد تتدارك العناية الإلهية الرجل فيصلي استخارة تمكنه من تغيير ما بقلبه من حب للسلطة فيعود مقتنعا ببسط الأمر للشعب بكل مكوناته كي تبدأ موريتانيا أخيرا الانتقال إلى ما بعد حكم العسكر... وقد يكون كل هذا أضغاث أحلام ويعود الرئيس وتستمر متتالية عاد، وغادر، واستقبل، وتوجه، ووجه، وأوعز، وكل ذلك في إطار تنفيذ الـ 25% المتبقية -حسب قوله هو- من برنامجه الانتخابي العتيد الذي طبقت عليه النسبية قبل أن تطبق في الانتخابات المؤجلة التي لا يعرف الموريتانيون متى تكون؟ وإن كانوا مقتنعين بأن الرئيس سيستمر في سفرياته الجزافية حتى سفرة الرحيل الذي لا عودة بعده.

سلامي ولد خبوزي/للراي المستنير


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2013-01-20 06:34:24
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article2657.html