حين تمعن النظر في السوق متأملا في الفئات العمرية للعاملين فيه، لن تجد من تزيد سنه عن 30 عاما، فكلهم من الشباب أصحاب الموضات العصرية المختلفة والأذواق المتنوعة، لذا فإنه لا مكان في السوق للسمت الحسن والسكينة والوقار، فالضوضاء والأغاني الغربية والموسيقى الصاخبة التي تزعج المتسوقين هي أبرز ما يميز المشهد، وحين تناشد أصحابها بألطف العبارات وأحسن الكلمات أن يخففوا من أصوات أبواقهم، يتعنتون ويردون عليك بزيادتها وقد يواجهونك بكلمات نابية وبذيئة حتى تندم على طلبك، لأنهم كما يقول الشيخ ولد أحمد في تبريره لهذه الظاهرة يتنافسون في رفعها للفت نظر الزبون إليهم.
ويقول محمد عالي (صاحب محل تجاري) إن الدخل يتراوح ما بين 10 آلاف إلى 50 ألفا بينما يبلغ أجار الحوانيت 15 ألفا.
الغبن والتدليس والتلبيس والتحايل هي الأخلاق السائدة في السوق والتي يتسم بها عن غيره من أسواق المدينة كما يقول محمد الأمين ولد أحمد (صاحب هذا المحل) لذا فإنه على المتسوقين أن يأخذوا بالحيطة والحذر وينتبهوا إلى جيوبهم وأمتعتهم حتى لا يندبوا حظهم، فاللصوص هم الرابح الأكبر لأنهم لا يجدون رادعا، ويضيف لا أحد هنا يوثق به فيصدق أو يؤتمن، فكل متسوق في ريبة وحذر من صاحبه، لأن قانون الغابة هو المنظم للمعاملات التجارية في السوق، وهو المعمول به على أكمل وجه.