تقاريرأزمة الخضروات.. هل سيظل الموريتانيون عالة؟
وكالة كيفة للأنباء

غم ما تمتلكه مورىتانيا من أراض خصبة ك “شمامة” على ضفاف النهر و أراضي الشرق الموريتاني، و كونها أراضي بكرا في أكثر الأحيان لم يتم استغلالها بالشكل المطلوب، إلا أن المورتانيين ظلوا تحت رحمة التجار الذين يستوردون الخضروات من خارج البلاد، سواء من المغرب أو من السنغال أو غيرهما من البلدان الأفريقية، أو حتى من بعض البلدان في أوروبا و أمريكا اللاتينية. اليوم يلاحظ المرء أن أسواق الخضروات والفواكه في نواكشوط تعاني من ندرة المادة أولأولاً، ثم من تصاعد سعرها بشكل كبير جدا منذ عدة أيام ثانيا، والأمر راجع إلى أن المعابر الحدودية بين موريتانيا والمغرب لم تعد تتمتع بتلك الانسيابية في مرور البضائع، فكلما عرفت هذه الحدود انسدادا ما انعكس ذلك على سوق الخضروات والفواكه، والتي أصبح المغرب المزود الأساسي بها للبلد.

هكذا أتيحت الفرصة لأصحاب الحوانيت والمخازن للمضاربة ورفع الأسعار، فأصبح سعر كيلوغرام الطماطم يتراوح ما بين 200 أوقية ألى 150 أوقية جديدة، حسب مزاج التاجر و حسب مقدار التعفن، إذ لم تعد هناك مواد جديدة، بينما بلغ سعر الجزر 150 أوقية جديدة، و تنطبق هذه الأسعار الجنونية في اىتفاعها على كل أنواع الخضروات في الأسواق الموريتانية هذه الأيام. أثناء إعدادها لهذا ااموضوع، وبعد سؤالنا لأحد التجار عن السبب، قال إنه يعود إلى أن بعض التجار المغربيين احتجوا على تعرفة جمركية طبقتها الجمارك المغربية على كل شاحنة داخلة من موريتانيا، فأغلقوا بموجب ذلك الاحتجاج المعبر الوحيد بين موريتانيا و المغرب ” معبر الكركرات”، وهذا ما أثر على السوق لعدم تموينه بمواد غذائية جديدة، و لم يعد التجار الموريتانيون في السوق يعتمدون إلا على ما تبقى لديهم من بضاعة قديمة، ولم تعد نوعيتها جيدة، بينما استغلوا هم ندرتها لرفع السعر ، إضافة إلى أن ما توفره السوق المحلية قليل لا يفي بالغرض، وغير قادر على مواجهة الطلب الكبير من لدن ساكنة نواكشوط التي تتعدى المليون نسمة.

“تسلم” هي بائعة خضروات بالتقسيط ” انجاية”، تقول إنها تضررت كثيراً هذه الأيام الأخيرة، كونها كانت تشتري كميات محدودة من الخضروات من أجل بيعها لاحقا في الحي لربات البيوت فربة البيت تشتري منها حبة واحدة من الطماطم، وكانت تحقق ربحا يسمح لها بتغطية بعض نفقاتها اليومية، أما الآن فإنها غير قادرة على ذلك بسبب ارتفاع أسعار الخضروات الجنوني إذ أن حبة طماطم واحدة قد يصل سعرها 50 أوقية جديدة. أما مريم ربة أسرة التقيناها عند الجزار و سألناها عن رأيها، فقد قالت إنها استغنت عن الخضروات أسعارها. هكذا هي سوق الخضروات، ارتفاع في الأسعار وأنواع غير جيدة، وأزمة غذائية تلوح في الأفق قد تحل مؤقتا بوصول الشاحنات المغربية بعد فتح المعبر، و لكن هل يظل السؤال المركزي والأساسي الذي يجب أن تجيب عليه الحكومة الموريتانية والمستثمرون: هل يعقل أن تظل الأسواق تحت رحمة ما توفره الأسواق الخارجية من غذاء وخضروات وفواكه من الدول المجاورة؟

وهل يعقل مع وجود كل هذه المساحات الخصبة و مع وجود شباب عاطلين عن العمل، أن تظل موريتانيا ضحية لمثل هذه الأزمات وهي التي تمتلك كل المقومات الضرورية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال؟

فهل يتيمه السلطات هذا النداء وتولي قطاع الزراعة ما يستحقه من اهتمام وتوجه إليه الاستثمار، أم أن قدر الموريتانيين أن يستوردوا كل شيء بينما تبقى وضيفتهم الأساسية متلخصة في الاستهلاك؟

زينب بلعمش


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2019-11-13 07:00:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article26342.html