توجه رعاة الماشية بولاية لعصابه في وقت مبكر من هذا العام إلى الجنوب وتجمعوا في االمثلث مابين كنكوصه ول ينج وتناها، حيث توجد بهذه المنطقة أهم المراعي خلال هذه السنة التي تمتازبالقحط. وحسب الأنباء التي ترد من تلك المنطقة ، فإن الرعاة يواجهون مشاكل كبيرة بخصوص الحصول على الماء،
فإذا بادر أحد منهم مثلا بمحاولة بناء بئر اسمنتية في أي مكان مهما اقفر وناى ،فإن إحدي المجموعات التقليدية ترفض ذلك وتحتسبه اعتداء على " حوزتها الترابية". وهنا لا يجد حلا غير التوجه إلى الآبار الطينية ( الحسيان) وفي تلك الحالة يقدم مبلغا من المال يبلغ في حالات 100.000 أوقية أو ما يعادلها من الماشية.
المنمون أبلغوا السلطات العمومية بما يجري ، لكنها لم تقدم أية حلول وظلت عاجزة عن مواجهة نفوذ القبائل في ذلك الصدد ووضع حد لتلك الممارسات ، بل أن الأمر يزداد تعقيدا عند كل مرة يرفع فيها أصحاب المواشي شكاية إلى تلك السلطات ، فعندها تتوتر علاقتهم بالسكان المحليين دون إيجاد أي حل لدى الإدارة ولتلك الأسباب فضل هؤلاء تقديم تلك الغرامة مقابل الشراب.
ومع قساوة ظروف أولئك السكان وكذلك حالة المنمين الوافدين إليهم في هذه السنة العصيبة ،فإن الدولة لم تتخذ أي نوع من الإجراءات حتى الآن لدعم السكان أو على الأقل تنظيم المراعي وفرض أنماط معينة من التعامل بين كافة السكان يصون مصالحهم جميعا ، ويحافظ على استتباب الأمن والسكينة بينهم !؟