كانت الجلسة البرلمانية الصاخبة التي خصصت لمساءلة وزير الدولة للتهذيب مناسبة للبرلمانيين الشرفاء للتعبير عن مساندتهم لقضية عادلة تخترق بتداعياتها الراهنة والمحتملة المنظومة التربوية والنسيج الاجتماعي في البلد, ولذلك أحس الشرفاء من مختلف التوجهات بخطورتها ولم يبخلوا علي تاريخهم بشرف تسجيل موقف ايجابي منها .
حازت البرلمانية لاله بنت حسنه شرف أن ترفض باسم الأغلبية الظلم مهما كان مصدره وبغض النظر عمن يستهدفه , ثم أشادت بكفاءة بعض الأساتذة وذكرت بالحاجة إليهم , وطالبت بحل مشكلتهم , وهو موقف نقدره لها , ونحتفظ به للمستقبل وللتاريخ .
وكان للنائب محمد جميل ولد منصور فضل البداية والنهاية , وهو جميل لن ننساه له علي الرغم من اختلافنا السياسي معه خصوصا أن التقدير ليس مرهزنا بالتعايش ضمن خلية النحل السياسية الواحدة , كما كان للنائب الجريئ والصريح يعقوب ولد أمين الفضل في فضح تعالي الوزير وغطرسته الزائدة , ونحن نقدر ذلك لأننا ضحايا تلك الغطرسة وذلك التلاعب برئس الجمهورية, فللنائب يعقوب , وللنائب بداهيه , ولكل برلماني شريف ساند قضيتنا العادلة كل الشكر والتقدير .
وحده النائب محمد الامين ولد الشيخ كان استثناء, حيث أساء علي نفسه وعلي أهله, وعلي حزبه, وعلي العلامة البرادعي الذي لابد أن يستاء من كون محقق تهذيب المدونة هو الوحيد الذي يجاهر بمناصرة الظلم وتشجيع المغالطة والخداع وقلب الحقائق و تزوير الوقائع, فأية خسارة, وأي ابتذال حينما يكون محقق التهذيب ضد التهذيب .
السؤال الوحيد الوجيه هنا هو مالذي حمل النائب علي اتخاذ هذا الموقف الشاذ والخطير ؟
قطعا ليست للأساتذة المحولين عداوة مع الرجل , فأغلبهم لايعرفه إلا من خلال التلفزيون ودفاعه المستميت عن الرئس ومشاريعه , وهو حق قد نختلف معه حوله لكننا لاننكره عليه , فما باله ينكر علينا مطالبتنا بحقنا ؟ أما كان الأجدر به أن يترك تسفيهنا وأن يسكت كما سكت كثيرون ممن ليس في تاريخهم ما في تاريخه من الهفوات ؟
هل يجهل النائب المحترم أننا نعرف هجرته الأولي من الحزب الجمهوري إلي التكتل , وهجرته الثانية من التكتل إلي عزيز , ونعرف دوافع الهجرتين ؟ وهل يجهل النائب المحترم أننا نعرف موقفه من أطفال المدينة التي هاجر بأصواتها دون إذن من أهلها ؟ وهل يجهل أننا نعرف ... ونعرف ... ونعرف كثيرا مما لانريد قوله الآن , ونتمني أن لانضطر لقوله في المستقبل.
أما عن تباكيك علي القيم فلا نقول فيه إلا أن من ينصر ظالما ويستكثر حق مظلوم ليس أجدر الناس بالحديث عن القيم ولا المطالبة بالأخلاق , ولاتنس أيها النائب أن للسياسة أخلاقها , وللمجتمع ذاكرته , وللأساتذة أهل أقارب وأصوات . أما عن كونك لست مع الوزارة ولست مع الأساتذة فموقف نعرف مرجعيته , فأنت لم تعرف بعد أينا المنتصر لتقف معه, كما كان حالك في هجراتك السابقة , ولكننا نبشرك فنحن من سينتصر أخيرا , ولن نحرمك من حقك في الإنتقال إلي صف المنتصرين .
الأستاذ :سييدي ولد سيد أحمد