العاشر يوليو... اليوم!
وكالة كيفة للأنباء

في ذلك اليوم استبشرت، مع كثير من الموريتانيين بانتهاء الحرب المفروضة، وختام عهد الديكتاتورية وتمجيد الحاكم وسيادة لغة فرنسا...

كان بيان العسكر المفاجئ مبشرا، أنعش الأحلام، وأثار الحماس. وكنا نعرف في العسكر الجد والشجاعة والتضحية والبساطة...

**

مرت الآن إحدى وأربعون سنة على ذلك الحدث الفاصل، أيقنا خلالها أنه كان،هو وما نسل، برقا خلبا ووعدا كاذبا وسرابا مشؤوما...

41 سنة فيها حقنت الدولة الموريتانية الفتية بلقاح الفساد وغذيت بالرداءة؛ فنمت نمو ورم وكسل وترهل، وشاخت في الطفولة لتعيش إعاقة مدنية مقارنة بعصرها وثرواتها...!

41 سنة استغفلت فيها أنظمة العسكر المستبدة العاجزة الناس، و"أدبتهم" على نمط وعقلية العصور البدائية، وعقليات العصابات السائبة...

41 سنة أقنعتنا ـ نحن الكهول ـ بأن ما قبل 1978 ـ الذي كنا نحسبه سيئا جدا ـ كان فتحا مدنيا : دولة وطنية أخرجت من العدم؛ طموحة، تنمو وتشب بشكل طبيعي... وأن ذلك النظام كان ـ على علاته ـ صادق الوعد والإيمان في تأسيسه لنظام مدني عالي الطموح والكفاءة... نظام رغم فقره المدقع كان يؤمن بالدولة الجامعة بدل القلبيلة والعشيرة والزبونية اللوبية...

يومها كان لنا ـ رغم العيوب والعثرات والأخطاء ـ مشروع دولة قانون ومساواة وانسجام ووحدة وعدالة وسيادة وصيت محترم... واضح المعالم، عمومي الأهداف !

**

اليوم لنا ـ دون قصد ولا إرادة ـ "مشاريع" أخرى مناقضة لكل ذلك...

والفضل لضباطنا الأشاوس الذين استبدلوا الدولة بالسلطة، والأحلام بالأوهام، والطموح بـ"تمشية الحال"...

فاللهم سلم سلم، وأبدلنا خيرا كنا فيه.


  
وكالة كيفه للأنباء - AKI
2019-07-10 16:00:00
رابط هذه الصفحة:
www.kiffainfo.net/article25440.html