عندما عاد الملك عبد الله بن عبد العزيز من رحلته الاستشفائية إلي امريكا عمد لتوزيع الأعطيات والهدايا والامتيازات علي شعبه جاعلا من تلك العودة مناسبة سعيدة يتذكرها كل السعوديين باعتبارها باب خير انفتح علي محفزات سعادته حيث رفعت الرواتب ثلاثة اضعاف واستحدثت علاوات للعاطلين عن العمل وتم الغاء الديون المستحقة للبنوك علي المواطنين السعوديين الي غير ذلك من القرارات الهامة التي تدفع كلها في اتجاه خدمة المواطن والاصغاء لهمومه والاستجابة فعليا وواقعيا لاهتماماته واماله ومطامحه .
وقبل الملك عبد الله كان الشيخ زايد بن سلطان ال انهيان رحمه الله حاكم الامارات العربية المتحدة السابق يجعل هو الاخر من عودته لبلاده مناسبة لتوزيع الاعطيات والهدايا علي كل ساكني الامارات من مواطنين ومقيمين وهوما اكسبه - شان الملك عبد الله بن عبد العزيز - حب وتقدير واحترام الملايين ليس من المواطنين والمقيمين فقط وانما عبر العام بحكم ان العطاء قدفاض وخرج عن دائرة القطر الي كل ارجاء المعمورة .
اليوم ومع عودة الرئيس محمد ولد عبد العزيز من رحلته الاستشفائية وقياسا له بنظرائه السابقين فان الكثيرين يودون ان تكون عودة الرئيس ولد عبد العزيز مناسبة لاسداء عطايا وهبات للمواطنين اوعلي الاقل اجازة ولو لايام من التجويع والافقار الذي يتعرض له هذا الشعب المسكين رغم تعدد وغني وثراء مصادره الطبيعية بشهادة الرئيس ولد عبد العزيز نفسه الذي يكرر في كل المناسبات علي ان الوسائل موجودة وكثيرة وما افسد حال البلد غير المفسدين الذين لم يعد لهم مكان بعد ان عري طرائقهم وطردهم من المدينة كما يقول هو والمحيطون به وهو ما فتح بابا من الامل لدي الكثيرين في اقامة وضع مختلف وضع ما يزال حتي الان يراوح مكانه بين التمني والوعود التي تبتعد كلما اقتربت مشكلة سرابا يتبدد كلما وقف الظمان عليه .
الكثيرون يرجون ويتمنون ان يتخذ الرئيس قرارا ياخذ علي عاتقه التاريخ والايديولوجيا مستجمعا شروط التحقق ساعيا دون كلل لاسترجاع ارزاق هولاء المساكين التي اغتصبتها غيلة وغلولا حفنة من المرابين وثلة من القطط السمان التي مافتئت منذ الاستقلال تلعب بمقدرات الامة وتتلذذ في سادية مقيتة ومنتنة بمناظر المواطنين وهم يتضورون جوعا ويتساقطون في الطرقات ويموتون علي اعتاب المستشفيات والمستوصفات التي لايجدون للاسف الاثمان الباهظة لخدماتها الرديئة .
والي ان يلملم الرئيس اوراقه ويرتب مكتبه استعدادا لتحقيق هذه النقلة الموعودة والمرجوة والمنتظرة فان عامة الناس وغالبية سكان الجمهورية ممن اعطوه اصواتهم وتدافعوا في طوفان بشري غير مسبوق ترحيبا به وفرحا بشفائه وانتشاء بعودته يعتقدون ان امامه مهام مستعجلة من اهمها
رفع الرواتب بما يتناسب والارتفاع الجنوني للاسعار بحيث يتجاوز اويماثل علي الاقل زيادة الرئيس الاسبق اعل ولد محمد فال ذلك ان ما اعلن عنه الرئيس ولد عبد العزيز اقل من تلك الزيادة بنسبة تتراوح مابين 90 و70 في المئة كما انها علي ضالتها لم تشمل المتقاعدين الذين هم اكثر حاجة من غيرهم ولن تمس ايضا بالضرورة الغالبية العظمي من المواطنين بحكم انهم غير موظفين اذلايشكل هولاء وكما هو معلوم الا نسبة ضئيلة من مجموع الموطنين وهو ما يدعو لضرورة التحرك الجدي علي طريق التخفيف من معاناة الفئات الاكثر فقرا وذلك من خلال استحداث برامج لمكافحة الفقر واخري للرعاية الاجتماعية واعانة الشباب العاطلين عن العمل وخلق فرص تشغيل ودعم السلع والمواد الاساسية التي ما تفتؤ اسعارها تتضاعف والاكثار من اليات المؤازة والإعانة.
تفعيل مؤسسات الإقراض وجعلها في متناول عامة الناس بما يحقق الاستفادة منها واصدار الاوامر لصندوق الايداع والتنمية لان يبدا عمله فقد انهك الناس بالدراسات وتكوين الملفات التي لاتصل ابدا لنتيجة حيث لم يعطي الصندوق حتي الان في الاحياء الاكثر هشاشة وفي عموم المستهدفين 01 في المئة من الميزانية المقررة .
توفير السكن اللائق وانهاء مشكل الكزرات من خلال القضاء علي الزبونية والمحسوبية التي طبعت عمل وكالة التنمية الحضرية التي اهدرت الكثير من الوسائل ومركزت غير المستهدفين وظلمت الالاف وكان ظلمها مغذيا رئيسيا للاحتجاجات والاعتصامات التي تسد كل يوم باب القصر الرئاسي مما اضر كثيرا بشعبية الرئيس وغذي النقمة عليه وعلي نظامه وعزز من مواقع التشكيلات المعارضة لدرجة ان احد اساطين النظام قد قالها صراحة وعلي الملا لاشيء اسوا من عمل وكالة التنمية الحضرية فقد ظلمت الا لاف وكل مظلوم يخلي مكانه من الحزب الحاكم ويذهب مسرعا الي المعارضة املا في الانصاف اوعلي الاقل انتقاما من النظام الذي تحسب عليه هذه الهيئة سيئة الاداء والسمعة ويكفي للتدليل علي استهتار القائمين علي هذه الهيئة قضية حراس تفرغ زينة الذين امر رئيس الجمهورية باحصائهم واعطائهم قطعا ارضية بحكم ان وجودهم في اعرشة بين قصور اهل تفرغ زينة عار كل سكان الجمهورية ودفع في اتجاه تعميق احساسهم بالغبن والظلم الا ان وكالة التنمية الحضرية التي اوكلت اليها مهمة الاحصاء واعطاء القطع الارضية جعلت منها مناسبة لادخال نافذين لدرجة ان المستهدفين الاصليين أي الحراس واسرهم لم يستفد منهم في النهاية الا النزر القليل حيث سجل مايزيد علي ستة الاف اسرة لايمثلون هم خمسها لتبقي البقية تنتظر وكان الوكالة ارادت ان لا حل مشكلة الحراس نهائيا لعل الرئيس يامر ثانية بالتسجيل فيكون مناسبة لتسوية وضعيات متسللين ومنفذين .
مراجعة عقود الاستغلال مع الشركات العاملة في مجال التعدين خصوصا شركة النحاس وتازيازت بحيث يتم استرجاع ما نهبته جهارا من ثروة البلد و دون ان يجني سكان الجمهورية من عملها غير التدمير الممنهج للبيئة مع ما يستتبع ذلك من توزيع للسموم علي نحو لم تنجو منه البهائم في البراري احري البشر في الحواضر والبوادي كما لم يسلم الموتي من جشع هذه الشركات المستعمرة فقد اقلقت راحتهم ونبشت قبورهم وقتلت العمال بالسموم التي تعرضهم لها دون وقاية كما قتلت المحتجين في رابعة النهار دون ان تخشي رقيبا او ادانة من أي نوع حيث وزعت الرشاوي علي المتنفذين واغلقت افواه وحناجر الصحفيين وهشمت اقلامهم وكسرتها من خلال عقود مجزية لترويج وتحسين افعالها الشنيعة لدرجة ان موقع وكالة الاخبار المستقلة وبعد يومين من مقتل المشظوفي المحتج علي شركة النحاس قامت ببث ونشر ترويج لهذه الشركة القاتلة دون استحياء ودون مراعاة لاحاسيس ومشاعرذويه الذين ما يزال جرحهم نازفا وعليه يلزم الوقوف امام تغول شركات التعدين كما يلزم رد اموال الشعب التي نهبتها شركات الاتصال خصوصا موريتل التي تخادع الناس وتنهب ارصدة الناس من خلال الزيادات الوهمية ومن خلال الاعيب القمار والميسر التي ما تفتؤ تمارسها وتروج لها وعلي الملا افسادا لدين هذا الشعب المسلم المسالم ونشرا للرجس فيه دون ان تحرك سلطة التنظيم ساكنا اذ يغط رئيسها منذ تعيينه في نوم مريب ومتواطء مستلذا بالاعطيات التي تسلم له ولفريقه حيث اختفي مع مجيئه تغريم شركات الاتصال تلك التغريمات التي وان كانت ضئيلة الا انها شيء خير من لاشيء.
ولايمكن انهاء هذه الفقرة عن الشركات دون الاشارة للوضعية المزرية التي الت اليها شركة اسنيم في عهد مديرها الحالي الذي جعلها اقطاعا تابعا له ولزمرته تاركا الغالبية العظمي من العمال دون حوافز وهو ما اثر علي انتاجية الشركة كما حرم التجمعات السكانية علي محور السكة بين ازويرات وانواذيبو ولم تعد تجد غير صدقات صغيرة عن طريق هيئة الشركة وهي لاتسمن ولاتغني من جوع كما قنن صفقات اسنيم وسيرها بحيث تصب في قنوات هو ادري بها وهو ما لم تسلم منه حتي بنود الاعلام الهزيلة التي كان من اللازم ان توزع بعدالة ومساوات بين مختلف مؤسسات الاعلام الوطنية الاانه جعلها رشاوي للبعض وحكرا علي زمرته في استهتار صارخ وضرب بمقتضيات الشفافية عرض الحائط فشركة اسنبم ليست ملكا لشخصه حتي يسيرها بهذه الطريقة الاحادية وعليه تلزم اقالته او الزامه جادة الصواب التي تنكبها .
الغاء وزارة الاتصال تاسيا بالدول التي تؤسس لحرية اعلامية مثل هذه التي ننشدها او علي الاقل الغاء ادارة الصحافة المكتوبة وتقليم اظافر الوزير ذلك انه وبعض افراد طاقمه لم يعمل الاعلي تعميق الفرقة بين منسوبي القطاع وحرمان الغالبية العظمي من المؤتمرات واللقاءات الصحفية الهامة للراسة والوزارة الاولي وجعله مرافقة الرئيس في اسفاره الخارجية حقا محتكرا واكرمية محصورة علي جلاس واصدقاء الوزير وما مقاطعة الغالبية العظمي من المؤسسات الصحفية لمؤتمر الرئيس الاخير وامتناعها عن تغطيته الا دليلا اخر علي سوء ادارة هذه الوزارة وافتقارها لابسط اليات التعاطي اللبق مع المتعاملين معها اضافة الي ما هو شائع ومعلوم من ابتزاز المؤسسات التابعة للوزارة وما قصة المدير السابق للمطبعة الوطنية ببعيدة ذلك انه فقد منصبه لمجرد انه رفض الرضوخ للابتزاز ولم يساير الوزير في مطالبه ضمن القصة المعرفة التي ليس المقام هنا مقام بسطها كما ان لجنة توزيع الدعم العمومي علي الصحافة الخصوصية قد احجزت مخصصاتها حتي اقتطع منه دون وجه حق نصيب مفروض للمطبعة بناء علي تعليمات من الوزير الذي يساند كثيرا المدير الجديد للمطبعة الوطنية الذي لم يشا علي ما يبدو ان يلحق بسلفه وعمد لعمل اللازم وهو ما رشحه لان يكون اهلا لرعاية ومساندة الوزير .
وعلي ذكر ذلك الدعم نشير الي انه حسنة تذكر فتشكر كما انها سابقة خير يلزم ان تدعم وان تزاد بحيث تمكن الصحفيين من الاستقلال الحقيقي ويكونوا انصارا للحقيقة بعيدا عن المحابات التي كثيرا ما دفعتهم اليها الحاجة وهو ما يمكنهم ايضا من التفرغ لمحاربة عوائقهم الداخلية ذلك انهم وبعد ان تحرروا من الرقابة الخارجية وكل اكراهات التقييد فلم يبقي امامهم الاعوائقهم الداخلية المتمثلة في الزامات الفاعلية والجدية والجدارة التي ان هم وفو بها تمكنو من تنقية الحقل من الدخلاء الذين ميعوه واساؤا اليه والي كل المبرزين فيه.
سيادة الرئيس ان اعادة الاعتبار للرموز الوطنية والاحتفاء بها وتثمين اسهاماتها الجلي في الحضارة الانسانية عموما والحضارة والثقافة الوطنية خصوصا مطلب ملح وهاجس مركز لدي كل ابناء الجمهورية لذا نريد منكم ان تعطوهذا الموضوع الاهمية التي يستحقها وان تنزلوه المكانة السامقة من تفكيركم فقد المني ومعي قطاع عريض من ابناء هذا البلد ان تمتنعوا عن رعاية ندوة عن الامام بداه بن البصيري رائد الاصلاح وامام السنة والجماعة في موريتانيا رغم انكم رعيتم والبون هنا شاسع مؤتمر نشطاء الفيسبوك في المغرب العربي وغيره من الانشطة الفلكلورية والهزيلة مما يذوب في العدم حال مقارنته بهذا العلم البارز الذي اعطي البلد ولم ياخذ منه شيء ونصح اجياله ووقف امام عواصف التغريب التي كانت تريد اجتثاثه من جذوره كما احيي سيرة الاعلام من سلفنا الصالح واعطي المثال الرفيع للقدوة الحسنة استنباتا لتك الثمرة الطيبة في هذا البلد مما يجعل عدم الاعتناءبه رغم طلبنا منكم رعاية ندوة علمية حول اثاره اغاظة لقطاع عريض من ابناء هذا البلد قطاع لايستحق عليكم هذه المعاملة فقد دعمكم ذلك القطاع العريض دون ان ينتظر شيئا وانما رغبة في انجاز اهداف اعلنتموها كما انه لايتناسب وما ابديتموه شخصيا من اهتمام بالامام ايام مرضه رغم انكم لستم حينها رئيسا للبلد وعليه نرجوا دعم ورعاية النسخة الثانية من هذا النشاط الذي نعكف حاليا علي تحضيره .
تلكم سيادة الرئيس جزء من مهام مستعجلة يود اغلب سكان الجمهورية ان تاخذوها بعين الاعتبار.
عبد الفتاح ولدباب المدير الناشر لجريدة المجتمع