بدأ زعماء القبائل ورؤساء الطوائف والمنتخبون والأطر السامون المنحدرون من ولاية لعصابه يعودون من كل مكان للحضور لمهمة الحزب الحاكم ، وباشر القو م تجييش القبائل والأحلاف والحساسيات لتحقيق ذلك الغرض ؛ وهم الذين يتوارون عن السكان عند انتهاء كل استحقاق ، فلا يعني لهم المواطن المثقل بالهموم شيئا.
لا يتحركون عندما ينقطع الكهرباء و لا يشعرون بأي شفقة اتجاه المواطنين الذين يعيشون في مختلف بلدات الولاية هذه الأيام أزمة عطش خانقة، وليست لديهم مطالب لإصلاح النظام التربوي والاهتمام بالعمال والفلاحين ولم يجتمعوا يوما بقبائلهم للمطالبة بتخفيض الأسعار أو تحسين الوضع الصحي ..وحين تشتعل مراعي الولاية بين أيديهم لا يحركون ساكنا ولا يبدون أي اهتمام.
والذين يتحركون هنا ويحشدون عشائرهم لإيقاظ العصبويات المقيتة لإظهار الولاء المطلق للنظام ولا يجدون أولوية أكثر استحقاقا وإلحاحا من ذلك ؛لا يقيمون أغلب أوقات السنة في الولاية وخلال ساعات معدودة يصبحون على شواطئ الأطلسي هناك.
إنه عند كل مرة يترأس هؤلاء اجتماعات عشائرهم لتجييش عواطفها وترفع نساؤهم الزغاريد وتقرع جوقتهم الطبول ، يتأجل موعد ميلاد دولة القانون و الحداثة والرفاه ، وتتقهقر ثقافة الديمقراطية و المواطنة و الاندماج الاجتماعي وتضرب قيم الجمهورية في الصميم.
سيقبض الوجهاء والأطر المؤيدين "للمخزن"دوما ثمن هذه الجماهير امتيازات سخية ورواتب عالية وكراسي هزازة وسيارات فارهة وقصورا شاهقة ، سيبيعونها مستخدمين "القبيلة" وسيلة للتعبئة والشحن ، فبهذه الأداة البائدة وحدها تغيب نظرات العقول وتحضر بقوة نزوات العواطف.
لقد بدأ "السماسرة" موسمهم لبيع المواطنين ؛ الذين سوف يكتشفون في نهاية عملية تسويقهم تلك أنهم خدعوا للمرة العشرين وأن مزيدا من الجوع والعطش والنسيان والتردي ينتظرهم لسنوات أخرى ، وأن فصولا من التعاسة والبؤس والوقوف في طوابير" أمل " تحت الشمس الحارقة هو أكثر ما يستحقون !
أليسوا هم الذين قبلوا أن يباعوا مرارا في سوق النخاسة السياسية ؟ أليسوا هم الذين لا يستفيدون من الدروس ولا يأخذون العبر من تجارب الماضي؟ إنهم يبذرون الشوك فلا يجب أن يتوقعوا غير جني الجراح !
وكالة كيفه للانباء