ماذا لو اكتشف أحدكم أنه عاش نصف عمره في كنف الحرام، وأنه أهدر أجمل سنوات حياته فيما يغضب الله من حيث لا يدري، انها طامة كبرى أليس كذلك؟
أنا سيدة متزوجة في الأربعين من العمر، أحببت منذ سنوات، الرجل الخطأ الذي استغل سذاجتي وصغر سني، فجعلني آنذاك كالخاتم يديره في أصبعه كيفما شاء، لأنني وقتها لم أكن أدرك حقيقة علاقتي به، لقد جعلني كالإنسان الآلي، لا يمكنني رفض طلباته وكانت النتيجة انني حملت إرث الخطيئة في أحشائي وأنا في العشرين من العمر، فسارع الأهل إلى امتصاص تلك الفضيحة، بعقد اجتماع طارئ مع أهله، وكانت النتيجة أنه عقد علي وبعد شهر من ذلك، ذهبت للعيش معه كزوجة لا يرغب بها، لقد شاركني الحياة لكي يحمي نفسه من المساءلة القانونية ودخول السجن.
أنجبت ابني البكر وبعده على التوالي رزقني الله بأربع بنات، فكان الأمر بالنسبة لزوجي بمثابة النقمة الإلهية،عشت معه حياة يكتنفها الجفاء، لأنه لم يُشعرني أبدا أنني شريكة حياته، كان ولا يزال حتى الآن ينظر إلي أنني الدخيلة التي اخترقت حياته عنوة، فأفسدت عليه حساباته وأضاعت عليه أحلامه.،زوجي إخواني القراء رجل فقير وقليل الحيلة، فلو كان عكس ذلك ما تركني على ذمته كل هذه المدة، علما أن والدي أطال الله عمره، ظل يدعمني ماديا، وكان يفعل نفس الشيء مع زوجي، وكأنه بذلك يدفع ثمن سعادتي التي لم أعشها أبدا.
بالإضافة إلى حياة الذل التي أكابدها مع ذلك الرجل الظالم، اكتشفت انني أعيش معه في الحرام، لأن كل من أهالينا في خضم ما حدث نسوا قراءة الفاتحة وتحديد المهر، لأنهم اهتموا بعقد القران باعتباره الضمان الوحيد لنجاتي من قبضة الفضيحة، نعم اكتشفت عن طريق زوج عمتي الذي اهتم بإجراءات الزواج بعدما تعذر على والدي متابعة الأمر من فرط الصدمة، فذلك الأخير جعله الله السبب المباشر الذي كشف حقيقة غابت عن الجميع، لأجد نفسي بالاضافة إلى إثم الخطيئة الذي لا يزال عالقا بصحيفتي لأن قانون السماء لا يُسقط الجرائم عن أصحابها بالتقادم، فأنا أعيش مع رجل غريب، فالشرع لا يعترف بتلك الوثيقة الإدارية، بل يجب أن تمر تلك المرحلة بما قبلها وهو الفاتحة الشرعية،إنها مشكلتي التي أضافت إلى حياتي تعاسة أكبر، فما الذي يجب علينا فعله للتكفير عن ذنب عمره عقدين من الزمن، علما أن زوجي لا يعلم بهذا الأمر الذي تكتمت عليه إلى حين النظر في أمره.
عائشة / الغرب