هي قرية آرويجي الواقعة في نهاية منطقة أفله من الغرب. تتبع لبلدية الصفا بمقاطعة تامشكط بالحوض الغربي وتوجد على تماس الحدود بين مقاطعتي كيفه وتامشكط.
وعدا الموقع الجغرافي والانتماء الإداري فإن هذه القرية في حقيقة الأمر مرتبطة بمدينة كيفه في كل مجال، بدء بالعلاج مرورا باستجلاب المؤن وانتهاء بتوجيه المنتجات المحلية المتواضعة إلى سوق هذه المدينة إلى غير ذلك .
يعتمد سكان القرية في التنقل إلى مدينة كيفه على سيارة هايليكس متهالكة لأحد الناقلين تعمل على خط يربط مدينة كيفه وكافة قرى تلك المنطقة، وتعد هذه "الهايليكس " هي شريان الحياة لدى السكان هناك.
توجد قرية آرويجي بين هضاب تحيط بها من كل الجهات وبواسطة الوادي الذي تنتصب القرية على حافته تتصل بالمحيط الخارجي.
يعتمد السكان بشكل مطلق عل زراعة الحقول وعلى تربية بعض الدواجن وعلى
هذه المصادر فقط يحصلون على لقمة العيش.
وقد ضرب الجفاف المنطقة للسنة الثانية فلم يقم السكان بأي نشاط زراعي وتعرضت المواشي القليلة لأضرار كبيرة واستسلمت القرية لجوع مطبق يتناغم مع عطش خانق حيث يستجلب الناس هناك المياه من آبار تبعد 5 كم ، بواسطة قوافل من الحمير تسوقها النساء والأطفال.
العنوان الوحيد للدولة الموريتانية هنا هو قسم دراسي خرب بني في القرية منذ سنوات وشاء الله لا يلجه معلم حتى لولي ويختفي ليضيع مستقبل العشرات من أبناء الفلاحين.
لم تتدخل الحكومة في هذه القرية بمثقال ذرة منذ تأسيسها سنة 1975 ولم تستفد من أي دعم عمومي.
لا مدرسة ، لا نقطة صحيه ، لا متجرا عاما ، لا تعاونيات.لا قروض أو دعمات
وعلى تعاقب السنوات والحكومات ظلت قرية آرويجي على هامش الحياة.
لا شيء يشي بأن هذه القرية تنتمي إلى وطن و لا علامة مهما كانت تافهة لوجودها ضمن حيز دولة مهما كانت درجة فشلها.
لا يتذكر رئيس القرية المزارع العبد ولد محفوظ أي معروف أسدته الدولة الموريتانية لهذه القرية سوى استخدام أهلها في انتخابات متوالية لم تجلب لهم غير الفقر والعوز والازدراء، مضيفا أنهم تحت رحمة ثالوث الجوع والمرض والجهل.
لم يشفع لهؤلاء جمال طبيعة أرضهم ذات التناقضات الطبيعية الخلابة من هضاب وبطاح وغابات وينابيع.
ولم تشفع لهم الطاعة لولاة الأمور فيهبون للتصويت والدعم عند كل مرة ينادي المنادي. ولم تتذكرهم وكالة التضامن التي أنشئت من أجلهم.
وجهاء مقاطعة تامشكط ومنتخبوها سيوف مسلطة على هؤلاء المساكين يصادرون إراداتهم ويبيعون أصواتهم وعندما ينقشع غبار معركة الانتخاب يتوارون إلى أجل جديد للانتخاب.
هي مأساة حقيقية يعيشها هذا " الأدباي" رغم موارد بلده الهائلة.
يعون جيدا أن لهم حقوقا مهدورة وهم على دراية بحجم الظلم والغبن الذي يتعرضون له .
إنهم لا يطرحون مطالب تعجيزية يريدون فقط من ثروات بلادهم المتنوعة ماء يشربونه وسياجا يحمي مزارعهم وقسم دراسي لأبنائهم وإسعافات أولية لمرضاهم.
احمد ولد ابراهيم لوكالة كيفه للأنباء